اكتشف العلماء وأخيرًا بظر الأفعى وهم متحمسون لذلك جدًا

لأول مرة يوثق العلماء البظر في تسعة أنواع مختلفة من الثعابين من أربع عائلات.

وقفت ميغان فولويل فوق أنثى أفعى أسترالية (Acanthophis antarcticus) وبين يديها مشرط التشريح. كان الثعبان ميتًا، تبرعت به شركة إمداد السم. أجرت فولويل، عالمة الأحياء التطورية بجامعة أديلايد في أستراليا شقًا بالقرب من ذيل الحيوان بحذر شديد. كانت على وشك اكتشاف ما لم يكتشفه أي عالم قبلها.

قالت فولويل: «كنت أعمل بدون علمي بما سأراه».

حتى الآن، لم يأخذ أحد الوقت الكافي للبحث عن بظر الثعبان ووصفه. باستثناء الطيور، توجد البظر في كل سلالات الفقاريات، بما في ذلك أقرب أقرباء الثعابين، السحالي. ولكن عندما بحثت فولويل عن أدبيات طبية عن وجود هذا العضو في الثعابين، جاءت خالية الوفاض. قالت: «لم يكن الأمر منطقيًا بالنسبة لي. كنت أعلم أنه يجب أن يكون هناك شيء ما يحدث».

لذلك قررت هي وفريقها التحقيق. تصف النتائج التي نُشرت في 14 ديسمبر في مجلة Proceedings of the Royal Society B هيكل «البظر النصفي» المتشعب في الثعابين لأول مرة.

في المقابل، وُثقت الأعضاء التناسلية للذكور بشكل جيد عبر مجموعة متنوعة من الأنواع. الثعابين الذكور لها هيكل يسمى «القضيب النصفي»، وهو في الأساس قضيب ذو شقين مطوي أسفل قاعدة الذيل (وغالبًا ما يُثبت داخل الجسم حتى التزاوج). يقول ريتشارد شاين، وهو عالم أحياء تطوري في جامعة ماكواري في أستراليا، والذي لم يشارك في الدراسة «كان هناك الكثير من الاوراق العلمية على مدى الـ 200 عام الماضية تصف الاختلافات في القضيب النصفي عند الأنواع، والتي تتراوح في الحجم والشكل من أعواد أسنان توأمية صغيرة إلى أعضاء ضخمة ومفصلة مع الكثير من الأشواك عليها وما إلى ذلك».

على الرغم من وجود بيانات تزيد عن قرنين من الزمن عن القضيب النصفي، لكن لم يصف أي أحد وجود بنية مكافئة في إناث الثعابين. تكهن بعض العلماء نتيجة عدم وجود أدلة بأن الثعابين الإناث قد لا تمتلك بظر نصفي على الإطلاق، أو أنها (في حال وجودها) تحولت عبر الزمن إلى بقايا تطورية صغيرة.

يعد نقص البحث في علم التشريح الأنثوي اتجاهًا علميًا مقلقًا. حتى عند البشر، من الغريب أنه لا يُعرف سوى القليل عن البظر. لم تُكتَشف البنية الكاملة للعضو، والتي لا تشتمل فقط على الجزء الصغير في الجزء العلوي من الشفرين ولكن أيضًا على انتفاخَين داخليين كبيرين مليئين بالنهايات العصبية، حتى منتصف أربعينيات القرن التاسع عشر. حتى ذلك الحين، كان الأمر غامضًا نسبيًا، واستمر كذلك حتى أبحاث أخصائية المسالك البولية الأسترالية هيلين أوكونيل في عام 2005، والتي أظهرت أن صور الكتب المدرسية النموذجية للبظر غير دقيقة أبدًا. في الواقع، في الشهر الماضي فقط، أحصى العلماء جميع الألياف العصبية في البظر البشري البالغ عددها 10 آلاف ليف عصبي للمرة الأولى.

البيانات حول تشريح وسلوك الإناث التناسلية في الحيوانات غير البشرية أكثر ندرة. وجد تحليل نُشر في نوفمبر في مجلة Nature أنه بين عامي 1970 و2021 نُشرت أكثر من سبعة أضعاف عدد الأوراق البحثية حول منافسة الحيوانات المنوية في الحيوانات مقارنة بخيارات الرفيقة المؤنثة. وجدت مقالة وجهات نظر عام 2014 نُشرت في مجلة PLOS Biology أن حوالي 50% من جميع دراسات الأعضاء التناسلية الحيوانية المنشورة بين عامي 1989 و2013 ركزت حصريًا على الذكور، بينما ركزت 10% فقط على الإناث.

«إذا كان بحث التطور الجيني يحقق فقط في الأجزاء الذكورية، فإنه يعطي فهمًا غير متوازن للغاية للطبيعة»، هذا ما قالته مالين آه كينج، عالمة الأحياء التطورية والباحثة في النوع الاجتماعي في جامعة ستوكهولم في السويد والتي لم تشارك في البحث الجديد. أدى هذا التحيز بالعلماء إلى التغاضي عن بعض الجوانب المهمة لتكاثر الإناث، مثل وجود أعضاء كاملة.

بفضل جهود فولويل، نعلم الآن أن البظر النصفي موجود في تسعة أنواع على الأقل من الثعابين. شرّحت فولويل العينات المحفوظة بعناية من أربع عائلات من الثعابين (Elapidae وPythonidae وColubridae وViperidae) ودرستهم من خلال تصويرهم بالتصوير المقطعي المحوسب (CT)، مع ملاحظة حجم وشكل كل بظر نصفي. ووجدت أنها تتنوع بقدر تنوع القضيب النصفي.

قالت فولويل، المؤلفة الأولى للدراسة، إن رؤية بنية العصب كانت مثيرة حقًا. وقالت دفاعًا عن العلماء الآخرين، إن الأنسجة التي يتكون منها البظر النصفي في الثعابين دقيق للغاية (على الرغم من أن العضو في بعض الحالات كان كبيرًا إلى حد ما).

ووصف شاين البحث الجديد بأنه «عمل ممتاز. لقد أقنعني بالتأكيد بوجود هيكل هناك».

بالنسبة لفولويل وفريقها، هذه الدراسة هي مجرد بداية لهذا البحث. إنها تأمل أن يكشف العمل المستقبلي عن صورة أكمل للتاريخ التطوري للبظر النصفي وكيف يتناسب مع سلوك تزاوج الثعابين. وقالت: «نحن في الحقيقة متحمسون للغاية بشأن كل هذا».

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: livescience

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *