منهج التطور 101 – سرعة التطور

هل يحدث التطور في قفزاتٍ سريعةٍ أم يحدث تدريجياً؟ من الصعب علينا الإجابة على هذا السؤال، وذلك لأننا ببساطةٍ لا يمكننا أن نعيد الماضي ورصد ما حدث بساعة توقفٍ في أيدينا. ولكن يمكننا محاولة اكتشاف الأنماط التي نتوقع مشاهدتها في السجل الأحفوري، ومعرفة ما إذا حدث التطور في قفزاتٍ أو تدريجياً. ومن ثم يمكننا التحقق من تنبؤاتنا مع ما تم رصده في السجل.
ما الذي يجب أن نرصده في السجل الأحفوري لو كان التطور بطيئاً وثابتاً؟  
سنتوقع رؤية عملية الانتقال من السلف إلى الذرية بالكامل لو كان التطور بطيئاً وثابتاً، والذي سيستعرض على أشكالٍ انتقاليةٍ على مدى فترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ في السجل الأحفوري.
في المثال المذكور بالأعلى، تعطي عميلة حفظ العديد من الأشكال الانتقالية خلال عدة طبقاتٍ صخريةٍ سجلاً كاملاً للتطور البطيء والثابت. حيث تمثل الطبقات الصخرية فترةً زمنيةً. وفي الواقع، فإننا نرى الكثير من الأمثلة على الأشكال الانتقالية في السجل الأحفوري. فعلى سبيل المثال، في الصورة (٢) بالأسفل نوضح بعض خطوات تطور الحيتان من ثديياتٍ تسكن اليابسة، ونسلط الضوء على انتقال الأطراف الأمامية التي تُستخدم للمشي إلى زعانف.
ما الذي سنشاهده في السجل الأحفوري لو كان التطور يحدث بقفزاتٍ سريعةٍ (أي ما قد يعادل أقل من 100 ألف سنةٍ لحدوث تغيرٍ ملحوظٍ)؟

سنتوقع أن نرى تغيراتٍ كبيرةٍ تحدث بسرعةٍ في السجل الأحفوري لو حدث التطور في قفزاتٍ سريعةٍ، مع انتقالاتٍ قليلةٍ بين الأسلاف والذرية.

في المثال المذكور بالأعلى (صورة ٣)، نرى الذرية محفوظةً في طبقةٍ تلي الأسلاف مباشرةً، مما يظهر تغيراً كبيراً في فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ وبدون أيّ أشكالٍ انتقاليةٍ. فعندما يكون التطور سريعاً لا تكون الأشكال الانتقالية محفوظةً، حتى إذا تم وضع الأحافير في فتراتٍ منتظمةٍ. ونرى الكثير من الأمثلة على أنماط القفزات السريعة هذه في السجل الأحفوري.
هل القفزة في السجل الأحفوري تعني بالضرورة أن التطور حدث في قفزةٍ “سريعةٍ”؟
إننا نتوقع رؤية قفزةٍ في السجل الأحفوري إذا حدث التطور في قفزةٍ سريعةٍ، ولكن هذه القفزة في السجل يمكن تفسيرها أيضاً على أنها عدم انتظامٍ في حفظ الأحافير.
يمكن لهذه الاحتمالية أن تجعل استنتاج حدوث التطور بسرعةٍ صعباً علينا. إننا نرصد أمثلةً لنوعي التطور معاً: البطيء الثابت، والسريع ذو التغير الدوري في السجل الأحفوري، فكلاها يحدث. ولكن العلماء يحاولون تحديد أيٍّ من السرعتين تشكل نموذجاً للتطور وكيفية حدوث كلّ نوعٍ من التغير التطوري.
تم نقل المقال من مجلة السعودي العلمي بالتصرف.

اقرأ أيضًا: منهج التطور 101 – التطور المشترك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *