منهج التطور 101 – التطور المشترك

التطور المشترك
يُستخدم مصطلح التطور المشترك لوصف الحالات التي يقوم فيها نوعين (أو أكثر) بالتأثير على تطور بعضهما بشكلٍ متبادلٍ. فعلى سبيل المثال، ربما يؤثّر تغيّرٌ تطوريٍّ في تشكّل النبات على تشكّل النباتيّ الذي يأكل ذلك النبات، والذي بدوره قد يؤثّر على تطور النبات، والذي ربما يؤثّر تطور النباتيّ… وهلمّ جرّاً.
من المرجّح أن يحدث التطور المشترك عندما يكون للأنواع المختلفة تفاعلاتٍ قريبةٍ في النظم البيئية مع بعضها البعض. وتشمل هذه العلاقات البيئية:

  1. المفترس/الفريسة والطفيليّ/الحاضن.
  2. الأنواع التنافسية.
  3. أنواع التكافل الحيويّ.

تمثّل النباتات والحشرات حالةً تقليديةً من التطور المشترك، والذي يكون عادةً متكافلاً حيوياً ولكن ليس دائماً. فكثيرٌ من النباتات وملقّحاتها تعتمد بشدةٍ على بعضها البعض، كما أن علاقاتها حصريةٌ جداً لدرجة أن علماء الأحياء لديهم سببٌ جيدٌ للاعتقاد بأن “التطابق” بين الاثنين هو نتيجةٌ لعملية تطورٍ مشتركةٍ.

لكننا نستطيع أن نرى “تطابقاتٍ” مهمةً بين النباتات والحشرات حتى في غياب التلقيح. فبعض أنواع الأكاسيا في أمريكا الوسطى تملك أشواكاً جوفاء ومساماتٍ في قاعدة أوراقها والتي تفرز الرحيق (انظر الصورة بالأسفل). وتعد هذه الأشواك الجوفاء موقعاً حصرياً لعش بعض أنواع النمل الذي يشرب الرحيق. إلا أن النمل لا يستفيد فقط من النبات، بل يقومون أيضاً بالدفاع عن نبات الأكاسيا الخاصة بهم ضد النباتيّين.
إن هذا النظام ناتجٌ عن التطور المشترك على الأرجح: فلن تطوّر النباتات أشواكاً جوفاء أو مسامات الرحيق ما لم يتأثر تطورّها بالنمل، كما أن النمل لن يطوّر سلوكياتٍ للدفاع ضد آكلة النبات ما لم يتأثر تطوره بالنباتات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *