منهج التطور 101 – تعريف الأنواع

يُعرّف النوع بأنه مجموعةٌ من الأفراد الذين يتزاوجون واقعياً أو بالقوة في الطبيعة. وبهذا المعنى يكون النوع هو أكبر تجمعٍ وراثيٍ ممكنٍ تحت الظروف الطبيعية. فعلى سبيل المثال، تبدو هذه العناكب ذات الوجه البشوش مختلفةً، ولكنهم يُعتبرون من نفس النوع بما أنهم قادرون على التزاوج: ثريديون جراليتور.

 

 

ربما يبدو تعريف النوع موضوعياً وحاسماً، إلا أنه ليس كذلك. فهناك العديد من الأماكن في الطبيعة التي يصعب فيها تطبيق هذا التعريف. فعلى سبيل المثال، تتكاثر العديد من البكتيريا رئيسيّاً بشكلٍ لا جنسي. فالجرثومة الموضّحة أدناه، تتكاثر لا جنسياً عن طريق الانقسام الثنائيّ. حيث لا يمكن تطبيق تعريف النوع كمجموعةٍ من الأفراد المتزاوجة بسهولةٍ على الكائنات الحية التي تتكاثر لا جنسياً فقط أو بشكلٍ رئيسيٍّ.

 

هناك أيضاً الكثير من النباتات وبعض الحيوانات التي تشكّل هجيناً في الطبيعة. إذ تبدو الغربان المقنّعة والغربان الجيفيّة مختلفةً، وتتزاوج إلى حدٍّ كبير داخل مجموعاتها الخاصة، إلا أنها تتهاجن في بعض المناطق. إذاً هل ينبغي اعتبارها من نفس النوع أم من نوعين منفصلين؟

 

 

إذا كانت سلالتين من البلوط تبدوان مختلفتين جداً، ولكنها تشكّل هجائن في بعض الأحيان مع بعضها البعض، هل ينبغي علينا احتسابها كنوعٍ منفصلةٍ؟ هناك العديد من الأماكن الأخرى حيث تبهت الحدود بين الأنواع. وليس مستغرباً جداً وجود هذه الأماكن الضبابية. ففي النهاية، فكرة النوع هي شيءٌ اخترعناه نحن البشر لأجل راحتنا!
تم نقل المقال من مجلة السعودي العلمي بالتصرف.

اقرأ أيضًا: منهج التطور 101 – التكيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *