منهج التطور 101 – التكيف

التكيف 
التكيف هو خاصيةٌ شائعةٌ في كتلةٍ سكانيةٍ ما لأنه يوفر بعض الوظائف المحسنَّة. وتليق التكيفات جداً بوظيفتها ويتم إنتاجها من خلال عملية الانتخاب الطبيعي. حيث يمكن للتكيفات أن تأخذ أشكالاً متعددةً منها: سلوكٌ يسمح بتجنبٍ أفضل للحيوانات المفترسة، بروتينٌ يعمل بشكلٍ أفضل في درجة حرارة الجسم، أو ميزةٍ تشريحيةٍ ما تمكن الكائن الحي من الوصول إلى مصدرٍ جديدٍ وثمينٍ، حيث يمكن لكل هذه أن تكون تكيفاتٍ. ويُعتقد بأن كثيراً من الأمور التي تبهرنا بشدةٍ في الطبيعة هي أمورٌ تكيفيةٌ.
حشيشة الشحم هي نبتةٌ تعيش في الصحراء، وتقوم بإنتاج سمومٍ لمنع النباتات الأخرى من النمو بجوارها، وبالتالي ستقلل المنافسة على الغذاء والماء.
تقليد أوراق الأشجار بواسطة الحشرات هو تكيفٌ لتجنب الحيوانات المفترسة. هذا المثال هو الجندب الأمريكي من كوستا ريكا.
إن خاصية الرصد بالصدى لدى الخفافيش هي تكيفٌ لاصطياد الحشرات.
إذاً ما هو الشيء الذي لا يعد تكيفاً؟ الجواب هو: الكثير. مثالٌ واحدٌ فقط هو التراكيب الأثارية. فالتركيبة الأثارية هي ميزةٌ كانت تكيفاً في سلف الكائن الحي، ولكنه تطور ليكون من دون وظيفةٍ بسبب تغير بيئة الكائن الحي.
تمتلك بعض الأسماك التي تعيش في كهوفٍ مظلمةٍ بالكامل عيوناً أثاريةً من دون وظيفةٍ. فعندما انتهى الأمر بالسلف المبصر لهذه الأسماك بالعيش في هذه الكهوف لم يكن يوجد أيّ انتخابٍ طبيعيٍ للحفاظ على وظيفة البصر لأعين هذه الأسماك. ولذلك فإن الأسماك ذات الرؤية الأفضل لم تعد تتفوق في منافسة الأسماك ذوي الرؤية الأسوء. وفي وقتنا الحاضر لا تزال هذه الأسماك تمتلك أعيناً، ولكن هذه الأعين من دون وظيفةٍ وليست تكيفاً، وإنما فقط ناتجٌ ثانويٌ من التاريخ التطوري لأسلاف هذه الأسماك. ففي الحقيقة، لدى علم الأحياء الكثير ليقولوه عما هو تكيفٌ وما هو ليس كذلك.
تم نقل المقال من مجلة السعودي العلمي بالتصرف.

اقرأ أيضًا: منهج التطور 101 – الانحراف الوراثي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *