منهج التطور 101 – بناء الشجرة

بناء الشجرة
تمثل أشجار الأصل النسبيّ أنماطاً من السلف مثل شجرة العائلة. ولكن في حين تمتلك الأسر فرصة تسجيل تاريخهم أثناء حدوثه، لا تقوم السلالات التطورية بذلك. فالأنواع في الطبيعة لا تأتي مع قطعةٍ من الورق تبين تاريخ أسرهم، بل يجب على علماء الأحياء إعادة بناء تلك التواريخ من خلال جمع وتحليل الأدلة، والتي يستخدمونها لتكوين الفرضية التي تتعلق بكيفية ترابط الكائنات الحية، أيّ شجرة الأصل النسبي.
يقوم علماء الأحياء بجمع البيانات عن الصفات لكلّ كائنٍ مهتمين به في سبيل بناء شجرة الأصل النسبي كالتي في الأعلى. فالصفات هي سماتٌ وراثيةٌ يمكن مقارنتها بين الكائنات الحية، مثل الخصائص الجسمية (التَّشَكُّل)، التسلسل الوراثي، والصفات السلوكية.
من أجل بناء شجرة الأصل النسبي للفقاريات، نبدأ بدراسة ممثلي كلّ سلالةٍ لمعرفة المزيد عن تَّشَكُّلها الأساسيّ، مثل امتلاك أو عدم امتلاك السلالة لعمودٍ فقريٍ، هيكلٍ عظميٍ، أربعة أطرافٍ، وبويضة يحيط بها سائل الأمنيوسي، … إلخ
استخدام الصفات المشتقة المشتركة
إن هدفنا هو العثور على أدلةٍ من شأنها مساعدتنا على تجميع الكائنات في فروعٍ حيويةٍ أقل وأقل شمولاً. فعلى وجه التحديد، نحن مهتمون بالصفات المشتقة المشتركة. والصفة المشتركة هي تلك التي تشترك فيها سلالتين، والصفة المشتقة هي تلك التي تطورت في سلالةٍ مما أدى إلى فرعٍ حيويٍّ وفصل أعضاء ذلك الفرع الحيويّ عن بقية الأفراد.
يمكن استخدام الصفات المشتقة المشتركة لجمع الكائنات في فروعٍ حيويةٍ. فعلى سبيل المثال، لدى كلٍ من البرمائيات، السلاحف، السحالي، الثعابين، التماسيح، الطيور، والثدييات أربعة أطرافٍ، أو كانت لديهم تاريخياً. ولو نظرت إلى الثعبان الحديث فربما لا ترى الأطراف واضحةً، ولكن الأحافير تظهر أن الثعابين القديمة كان لها أطراف، وبعض الثعابين الحديثة تحتفظ فعلاً بأطراف بدائية. فالأطراف الأربعة هي صفةٌ مشتقةٌ مشتركةٌ موروثةٌ من نسلٍ مشتركٍ والذي يساعد في فصل هذا الفرع الحيويّ المحدد من الفقاريات عن البقية.

مع ذلك، فإن وجود الأطراف الأربعة ليس مفيداً في تحديد العلاقات في الفرع الحيوي المحدد باللون الأخضر بالرسم. وذلك لأن كل السلالات في الفرع الحيويّ تمتلك هذا الصفة. ولتحديد العلاقات في هذا الفرع الحيويّ، سنكون في حاجةٍ إلى دراسة صفاتٍ أخرى متنوعةٍ في سلالات هذا الفرع الحيويّ.

تم نقل المقال من مجلة السعودي العلمي بالتصرف.

اقرأ أيضًا: منهج التطور 101 – أشجارٌ وليس سلالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *