حقيقة يؤكدها تطور نوعين من السرطانات الناقلة للعدوى لدى شياطين تسمانيا

صعوبة التنبؤ بتهديد الأمراض: حقيقة يؤكدها تطور نوعين من السرطانات الناقلة للعدوى لدى شياطين تسمانيا

تنتشر السرطانات القابلة للانتقال، والتي تحدث نادرًا وبشكل حصري في المملكة الحيوانية، عن طريق انتقال الخلايا السرطانية الحية. في حالة شياطين تسمانيا، تنتقل الخلايا عن طريق العض – وهو سلوك شائع لديها خاصة في التنافس على الشركاء والطعام.

إن شياطين تسمانيا معرضة للإصابة بنوعين من السرطانات المنقولة القاتلة تسمى ورم الشيطان الوجهي 1 (DFT1)  وورم الشيطان الوجهي 2 (DFT2) التي تسببت في انخفاض سريع في أعدادها في العقود الأخيرة. يتظاهر كلا السرطانين بأورام وجهية المشوهة.

في دراسة جديدة، رسم باحثو جامعة كامبريدج خريطة لظهور طفرات DFT1 و DFT2 ووصّفوا التطور المستمر لهذه السرطانات. تؤكد النتائج على التهديد المستمر الذي تشكله السرطانات المنقولة لشياطين تسمانيا. نُشرت النتائج اليوم (20 أبريل) في مجلة Science.

وقالت إليزابيث مورشيسون، أستاذة علم الأورام المقارن وعلم الوراثة في قسم الطب البيطري، جامعة كامبريدج، إن «الحقيقة المذهلة المتمثلة في أن لدى شياطين تسمانيا نوعان من السرطانات المنقولة، تجعل من الممكن مقارنة تطورهما، وهذا يعطينا رؤى جديدة حول الآليات الرئيسية المعنية».

«من خلال النظر في الطفرات التي تراكمت في الحمض النووي لهذه السرطانات، يمكننا تتبع أصول وتطور هذه الأمراض. تظهر نتائجنا أن السرطانين نشآ من خلال عمليات مماثلة وأن لكلاهما إشارات مذهلة للتطور المستمر. من الصعب التنبؤ بكيفية تأثير هذا التطور السرطاني المستمر على الشياطين»

ابتكر الباحثون «جينومًا مرجعيًا» محسنًا – بشكل أساسي خريطة لتسلسل كامل الحمض النووي – لشيطان تسمانيا وقارنوا ذلك بالحمض النووي المأخوذ من 119 ورم DFT1 و DFT2 . لوحظ DFT1 لأول مرة عام 1996 شمال شرق تسمانيا وينتشر الآن في جميع أنحائها. من ناحية أخرى، لوحظ DFT2 لأول مرة عام 2014 ولا يزال محصورًا في منطقة صغيرة جنوب شرق تسمانيا. حدد العلماء الطفرات في الأورام واستخدموها لبناء «أشجار عائلية» توضح كيفية نشوء السرطانين وتطورهما بشكل مستقل بمرور الوقت.

من خلال تتبع الطفرات، اكتشف الباحثون أن DFT2 اكتسب طفرات أسرع بثلاث مرات من  DFT1. نظرًا لأن الطفرات تحدث عادةً أثناء الانقسام الخلوي، فإن التفسير الأكثر ترجيحًا هو أن DFT2 سرطان أسرع نموًا من  DFT1، وهذا يؤكد أهمية DFT2 كمرض مهدد.

قال ماكسيميليان ستامنيتز، المؤلف الأول للدراسة «لا يزال DFT2 غير منتشر في جمهرات شياطين تسمانيا، ولا يُعرف عنه سوى القليل جدًا. لقد فوجئنا حقًا برؤية مدى سرعة تحوره، ونبهنا ذلك إلى ما يمكن أن يكون تهديدًا غير متوقع للشياطين على المدى الطويل».

وجد الفريق أن DFT1 قد بدأ في الثمانينيات، أي قبل 14 عامًا من ملاحظته لأول مرة، في حين ظهر DFT2 بين عامي 2009 و2012 قبل وقت قصير من اكتشافه.

يكشف تحديد الطفرات أن DFT1 خضع لحدث انتقال متفجر بعد وقت قصير من ظهوره. تضمن ذلك الحدث نقل عدوى شيطان واحد مصاب لستة شياطين على الأقل.

ثم انتشر DFT1 لجميع الشياطين تقريبًا، وقد تم الإبلاغ عنه مؤخرًا في أقصى الشمال الغربي من تسمانيا، وهي واحدة من المناطق القليلة المتبقية الخالية من الأمراض في الولاية.

حدد الباحثون أيضًا لأول مرة حالة انتقال DFT1 بين أم وصغيرها في جرابها. بالإضافة إلى ذلك، وجدوا أن فترة الحضانة – الفترة بين العدوى وظهور الأعراض – يمكن في بعض الحالات أن تكون سنة أو أكثر. تنطوي هذه النتائج على آثار مهمة بالنسبة للعلماء المتخصصين في الحفظ ويعملون على حماية الأنواع.

قالت مورشيسون: «أنا من تسمانيا وأحب شياطين تسمانيا – لديها مكانة خاصة في قلبي». وتضيف «تشكل السرطانات المنقولة تهديدًا غير مسبوق وغير متوقع لشياطين تسمانيا. يسلط هذا البحث الضوء على الأهمية المستمرة لبرامج المراقبة والحفظ. ويعطينا أيضًا رؤى جديدة حول الآليات التطورية التي تعمل في السرطان على نطاق أوسع، بما في ذلك السرطانات البشرية».

 

ترجمة: حاتم زيداني

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *