اكتشاف نوع جديد من التارديغرادا يشق طريقه عبر الكثبان الرملية في فنلندا

اكتُشف نوع جديد من التارديغرادا، بطيئات المشية، وهو أليف الظروف القاسية المفضل لدى الجميع، في الكثبان الرملية في حديقة روكوا الوطنية في فنلندا. ينتمي لنخبة نادرة من بطيئات المشية التي تضم فقط أربعة أنواع أخرى معروفة وتتميز بأرجل مختزلة ومخالب تكيفت مع الحياة في الرمال والتربة.

يُعرف مجمع الأنواع نادر الوجود باسم Macrobiotus pseudohufelandi وهذا التنوع المكتشف حديثًا يرفع العدد الإجمالي إلى خمسة أنواع معروفة. سُمي النوع المضاف حديثًا Macrobiotus naginae

حظي هذا النوع باسم مميز للغاية، إذ سُمي تيمنًا بشخصية ناغيني من سلسلة كتب هاري بوتر، الثعبان المرافق للورد فولدمورت.

كتب المؤلفون في دراسة: «كانت هذه الشخصية الخيالية سابقًا امرأة ملعونة تحولت في النهاية إلى وحش عديم الأطراف، وكان اسمها مناسبًا للنوع الجديد في مجمع  pseudohufelandiالذي يتميز بضعف الساقين والمخالب. مخالب M. naginae المختزلة تمنحه تكيفًا جيدًا مع الحياة في الكثبان الرملية حيث يستخدمها ليشق طريقه بين حبيبات الرمل.

رغم عدم وجود دودة رملية لتلتهم بطيئات المشية، ثمة حلزون Arianta arbustorum بالمرصاد. من الغريب أنه في دراسة ثانية، تمكن الباحثون من استخراج بطيئات مشية حية من براز ربع القواقع التي عثروا عليها، ما يوفر أول دليل مباشر على أنه هذا النوع قادر على تحمل ظروف الجهاز الهضمي للقواقع.

تمامًا كآندي دوفرسن من فيلم The Shawshank Redemption «الذي زحف عبر نهر من البراز وخرج نظيفًا على الجانب الآخر» أثبتت ثلث عينات بطيئات المشية الموجودة في البراز أنها نجت من الجهاز الهضمي (وهي مهارة تشاركها بعض الخنافس التي يمكن أن تشق طريقها للخروج من شرج الضفادع). حتى أن بعضها أخذت بالتكاثر من جديد، ما يثبت مرة أخرى أن قتل بطيئات المشية يمثل تحديًا كبيرًا.

كيف لهذا الأمر أن يكون مفيدًا؟ يبدو أن الرحلة عبر الجهاز الهضمي للحلزون أشبه بطلب توصيلة مجانية على الطرق السريعة. تميل بطيئات المشية إلى الخروج من القواقع بعد حوالي يومين من تناولها، وهذا يعني قطع مسافة بعيدة نسبيًا. من الممكن إذن أن التكيف لتحمل هذه التوصيلة المشتركة المشينة هو وسيلة لمساعدة النوع على الانتشار عبر المسافات والتغلب على البقع الجافة التي قد توقف حركته عند تحركه بمفرده.

«يوما التأخير هذين يبددان مسافات تبلغ حوالي 10 أمتار [33 قدمًا]. هذه مسافة كبيرة لكائن يبلغ طوله أقل من 1 مليمتر [0.04 بوصة]، حيث أن بضعة ملليمترات فقط من منطقة جافة من شأنها أن تعيق حركته».

علاوة على ذلك، تشترك القواقع وبطيئات المشية في نفس الموائل الرطبة والغنية بالطحالب؛ لذلك فإن وجهة «ركوب الحلزون» هذه مناسبة على الأرجح لبطيئات المشية الباقية على قيد الحياة».

ترجمة: حاتم زيداني

المصدر: iflscience

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *