أهم 10 أشياء تجعل الإنسان مميزًا

هذا ما يميزنا عن بقية حيوانات مملكة الحيوان.

البشر حيوانات غير عادية بأي شكل من الأشكال. لقد استطعنا نتيجة لخصائصنا التشريحية وقدراتنا الخاصة، مثل الأدمغة الكبيرة والإبهام المتعارضة تغيير عالمنا بشكل كبير، واستطعنا الانطلاق إلى خارج كوكبنا حتى. نمتلك أيضًا أشياء غريبة وخاصة بنا مقارنة ببقية مملكة الحيوان. إذًا، ما الذي يجعلنا مميزين جدًا؟ قد يفاجئك بعض من الذي سنذكره؛ لأنك غالبًا تأخذه كأمر مسلم به.

1- الكلام

لن تجد نوع من الكائنات يستمتع بجلسة ثرثرة جيدة مثل البشر. لكن لماذا لا تستطيع القردة، أقرب أقربائنا الأحياء، التحدث مثلنا؟ وجدت دراسات مقارنة أن شكل ووظيفة الحنجرة والقناة الصوتية متشابهة إلى حد ما عبر الرئيسيات.

للإجابة على هذا السؤال، لا تنظر أبعد من الدماغ.

وفقًا لدراسة أجريت عام 2018 في مجلة Frontiers in Neuroscience، تميل الرئيسيات إلى امتلاك ذخيرة صوتية أوسع عند وجود خاصيتَين مميزتَين للدماغ، هما زيادة حجم مناطق الارتباط القشرية التي تتحكم في السلوك الطوعي، ونواة جذع الدماغ المسؤولة عن التحكم في العضلات التي تتحكم بالإنتاج الصوتي. وجدت علم الأعصاب. في البشر، تكون هذه الميزات أكبر مما هي عليه في الرئيسيات الأخرى.

كتب الباحث المشارك في الدراسة جاكوب دن، الأستاذ المشارك في علم الأحياء التطوري بجامعة أنجليا روسكين في المملكة المتحدة، في The Conversation: «بعبارات بسيطة، تميل الرئيسيات التي تملك مناطق ارتباط قشرية أكبر إلى إصدار المزيد من الأصوات». قد تؤثر على ذلك عوامل أخرى مثل الوراثة وتشريح السبيل الصوتي. ما يزال البحث مستمرًا في علاقة ذلك بالكلام.

2- وضعيتنا المستقيمة

يتميز البشر بين الرئيسيات، إذ تأخذ طريقة حركتنا الرئيسية شكلًا مستقيمًا تمامًا. تحرر هذه الطريقة بالحركة أيدينا بهدف استخدام الأدوات. لسوء الحظ، كانت أحد نتائج ذلك امتلاكنا حوض صغير يزيد من صعوبة وخطورة الولادة، وخاصة مع امتلاك أطفال البشر أدمغة أكبر من غيرها مقارنة ببقية المملكة الحيوانية.

بحسب مجلة Live Science، على عكس الرئيسيات الأخرى، يملك البشر منحنى قطني في أسفل الظهر، مما يساعدنا في الحفاظ على توازننا أثناء الوقوف والمشي، ولكنه أيضًا يجعلنا عرضة لآلام أسفل الظهر وإجهاده.

3- التعري

يبدو البشر عراة مقارنة بأبناء عمومتهم من القردة الأكثر شعرًا. لكن المثير للدهشة امتلاك بوصة مربعة من جلد الإنسان في المتوسط عدد بصيلات منتجة للشعر مشابه للموجود عند جلد الشمبانزي (Pan troglodytes)، وفقًا لدراسة أجريت عام 2018 في مجلة Human Evolution. السبب في ذلك أن البشر غالبًا ما يكون لديهم شعر أنحف وأقصر وأخف من معظم الرئيسيات، لذلك من السهل الاعتقاد بأننا كبشر نكون عراة مقارنة بالحيوانات الأخرى.

لماذا إذًا يكون شعر البشر قصيرًا غير مرئي تقريبًا؟ منذ حوالي مليونَي عام، أدت أحد التكيفات التي حدثت لبعض أفراد جنس الهومو (الإنسان) بتصغير شعر الجسم، بينما أدى تكيف آخر إلى زيادة عدد الغدد العرقية المفرزة، والتي لا تمتلكها معظم الثدييات إلا في راحة اليد وباطن القدم، وفقًا لما ذكرته مجلة Live Science سابقًا. جعلت هذه التعديلات من السهل على الإنسان أن يبرد أثناء الركض لمسافات طويلة بسبب قدرته الاستثنائية على التعرق كثيرًا.

فلو امتلك البشر شعرًا كثيفًا مثل القردة، سيغطي الشعرُ العرق، مما سيزيد من صعوبة تبخره، وعملية التبخر هي التي تبرد الإنسان. من الرائع حقًا امتلاكنا هذا النمط من الشعر.

إليك حقيقة ممتعة عن الشعر: وفقًا لدراسة أجريت عام 2011 في مجلة Biology Letters، على الرغم من عدم امتلاكنا الكثير من الشعر، لكنه يساعدنا على ما يبدو في اكتشاف الطفيليات.

4- الثياب

قد يطلق على البشر اسم «القردة العارية»، لكن معظمنا يرتدي الملابس، وهي خاصية تجعلنا فريدين في مملكة الحيوان. لوحظ عند الشمبانزي محاولات لتزيين نفسه ببعض الأشياء، فقد ارتدت إحدى قرود الشمبانزي «عقدًا» من الجلد المعقود المصنوع من بقايا طعام قرد كولوبوس أحمر مذبوح، وفقًا لتقرير صدر عام 1998، بينما بدأت قرد شمبانزي أسير في زامبيا في ارتداء «أقراط» من العشب فوق أذنيه، وانتشر ذلك بين زملائه الشمبانزي، ولكن لم تحمي هذه الزينة أو تعزل الشمبانزي مثلما تفعل الملابس البشرية.

أثر تطور الملابس البشرية في تطور أنواع الحيوانات الأخرى أيضًا، مثل قمل الجسم (Pediculus humanus humanus)، فعلى عكس جميع الأنواع الأخرى، يتمسك القمل بالملابس، وليس بالشعر.

اخترعنا أيضًا ملابس للحيوانات، لكنها في الحقيقة لا تستمتع دائمًا بارتدائها.

5- العقول غير العادية

بكل تأكيد، السمة البشرية التي تميزنا بشكل أساسي عن مملكة الحيوان هي دماغنا الاستثنائي. إحدى أكثر مناطق الدماغ البشري قيمة هي القشرة الدماغية المتطورة. إذ تمثل القشرة الدماغية أكثر من 80% من كتلة الدماغ ككل، ويعتقد أنها تحتوي على 100 مليار خلية عصبية، وفقًا لدراسة أجريت عام 2009 في مجلة Frontiers in Human Neuroscience. ترتبط القشرة الدماغية بتفكير معقد وعالي، مثل اتخاذ القرار والمحاكمة العقلية والتنظيم العاطفي واللغة. وفقًا لدراسة أجريت عام 2018 في مجلة Journal of Human Evolution، على الرغم من أن الدماغ البشري يشكل حوالي 2% من وزن الجسم، لكنه يستهلك أكثر من 25% من طاقة الجسم الكلية.

لا يمتلك البشر الدماغ الأكبر بين الحيوانات، فحيتان العنبر هي التي تمتلك أكبر دماغ بين الحيوانات، ومع ذلك، يعطي دماغ الإنسان، الذي يزن حوالي 3 أرطال (1.3 كيلوغرام) فقط عند البالغين القدرة على التفكير والتحليل بما يتجاوز قدرات بقية المملكة الحيوانية (حتى ذات الأدمغة الأكبر).

6- اليدان

على عكس المفاهيم الخاطئة الشائعة، تمتلك حيوانات أخرى غير البشر إبهامًا متعاكسًا، فمعظم الرئيسيات تمتلك ذلك. (وعلى عكس البشر، فإن بقية القردة العليا لديها أصابع كبيرة متقابلة على أقدامها.) ما يميز البشر هو كيفية تحريكنا للإبهام على طول اليد والأصابع. وفقًا للمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي (AMNH) في نيويورك، إبهامنا المتعارض أطول بكثير من إبهام الرئيسيات الأخرى.

يساعدنا إبهامنا الطويل وقدرته على لمس الأصابع الأخرى بسهولة على الإمساك بالأشياء والتعامل معها. وبما أننا نتحكم بشكل دقيق في العضلات، نستطيع القيام بأنشطة مختلفة تمامًا بأيدينا، مثل رمي الكرة المنحنية أو الإمساك بقلم لتوقيع أسمائنا، وفقًا لـ AMNH.

7- النار

جلبت قدرة البشر على السيطرة على النار ضوءًا قريبًا لضوء النهار إلى الليل، مما ساعد أسلافنا على الرؤية في عالم مظلم وإبعاد الحيوانات المفترسة الليلية. ساعد دفء ألسنة اللهب البشر أيضًا على البقاء دافئين في الطقس البارد، مما مكننا من العيش في مناطق أكثر برودة. وبالطبع أصبحنا قادرين على الطبخ، وهو ما يقترح بعض الباحثين أنه أثر على التطور البشري، فالأطعمة المطبوخة أسهل في المضغ والهضم، وربما تساهم في تقليل حجم الأسنان والأمعاء البشرية.

أفادت Live Science سابقًا أن هناك أدلة على أن البشر استخدموا النار منذ حوالي مليون عام، لكن تظهر الأدلة الأثرية أنها أصبحت أكثر انتشارًا في إفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط منذ حوالي 400 آلاف عام.

8- احمرار الوجه

البشر هم النوع الوحيد المعروف بإحمرار الوجه، وهو سلوك أطلق عليه تشارلز داروين «أكثر التعبيرات غرابة وإنسانية من بين جميع التعبيرات». يبقى من غير المؤكد لماذا يحمر وجه البشر، ويكشف قسراً عن أعمق مشاعرنا (على الرغم من أننا نعرف كيف يعمل ذلك).

من منظور تطوري، قد يكون هذا الاحمرار إشارات خجولة تشير إلى أن شخصًا ما أخطأ لكنه يعترف بخطئه بهذه الطريقة لتجنب المواجهة. يقول راي كروزير، الأستاذ الفخري في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة كارديف في المملكة المتحدة، لبي بي سي إنه قد يكون أيضًا مؤشرًا على الذكاء العاطفي.

«إن الشرط الأساسي للإحراج هو أن تكون قادرًا على الشعور بما يشعر به الآخرون، عليك أن تكون متعاطفًا وذكيًا تجاه الموقف الاجتماعي».

9- الطفولة الطويلة

يبقى أطفال البشر في رعاية والديهم لفترة أطول بكثير من الرئيسيات الحية الأخرى. فمثلًا، يستغرق البشر حوالي ضعف الوقت الذي يستغرقه الشمبانزي للنضوج، ويبدو أن أقاربنا البشر القدامى، مثل لوسي القردة الجنوبية البالغة من العمر 3.2 مليون عام والإنسان المنتصب البالغ من العمر 1.6 مليون عام، بلغوا سن الرشد بشكل أسرع من البشر المعاصرين بحسب ما ذكرت مجلة العلوم.

السؤال هنا إذن هو لماذا يستغرق الإنسان الحديث وقتًا طويلاً حتى ينضج، بينما من المنطق التطوري أن ينمو بأسرع ما يمكن لينجب المزيد من النسل؟ قد يكون التفسير هو حجم أدمغتنا، خاصةً بسبب امتلاكنا عددًا كبيرًا من الخلايا العصبية القشرية. وجدت دراسة أجريت عام 2018 في مجلة علم الأعصاب المقارن أن الحيوانات الأخرى التي تحتوي على أعداد كبيرة من الخلايا العصبية في القشرة الدماغية، مثل بعض الطيور والثدييات، لديها أيضًا طفولة طويلة وعمر طويل.

تقول سوزانا هيركولانو هوزيل، المسؤولة عن دراسة أجريت في هذا المجال عام 2018 «من المنطقي أنه مع ازدياد عدد الخلايا العصبية الموجودة في القشرة الدماغية، سيستغرق الأمر وقتًا أطول للوصول إلى تلك النقطة التي لا تكون فيها ناضجة من الناحية الفسيولوجية فحسب، بل أيضًا قادرة عقليًا على أن تكون مستقلة»، ويقول أستاذ مساعد في علم النفس بجامعة فاندربيلت في بيان له «يمنح التأخير أيضًا الأنواع التي تمتلك المزيد من الخلايا العصبية القشرية مزيدًا من الوقت للتعلم من التجربة، نتيجة تفاعلها مع البيئة».

10- حياة ما بعد الأطفال

تستمر معظم الحيوانات بالتكاثر حتى الموت، بما في ذلك أنواع الجرابيات اللطيفة المعروفة باسم أنتيكينوسيس الغامق (Antechinus vandycki)، والتي تتزاوج ذكورها في ماراثون بشكل مجنون حتى تموت، بالإضافة إلى العديد من أنواع الأخطبوط، التي يموت ذكورها بعد فترة وجيزة من التزاوج وتموت إناثها بعد الاعتناء بالبيوض.

أما بالنسبة للبشر، تبقى الإناث على قيد الحياة لفترة طويلة بعد توقف التكاثر. قد يكون ذلك نتيجة للروابط الاجتماعية التي نراها في البشر، ففي العائلات الكبيرة، قد يساعد الأجداد في ضمان نجاح أسرهم بعد فترة طويلة من تجاوزهم السن الذي يمكنهم فيه إنجاب الأطفال. وجدت دراسة أجريت عام 2009 في مجلة Current Biology أن ما يسمى بـ «تأثير الجدة» حقيقي، فقد أظهر تحليل المواليد والوفيات بين عامي 1731 و1890 في فنلندا أن الأطفال لديهم فرصة متزايدة للبقاء على قيد الحياة إذا كانت أعمار جدات الأمهات تتراوح بين 50 و75 عامًا؛ وذلك غالبًا نتيجة لمساعدة الجدات في تربية الأطفال.

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: livescience

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *