هل طور البشر القدرة على الجري لمسافات طويلة بهدف اصطياد الفرائس؟

هل طور البشر القدرة على الجري لمسافات طويلة بهدف اصطياد الفرائس؟

صورة: صُمم معدل اكتساب صافي المطاردة النموذجي لمهاة جنوب إفريقيا (Oryx gazella) كدالة لسرعة الصياد ومشيتها لمسافات مطاردة تتراوح بين 4 و32 كيلومتر. كلما زادت وتيرة الصياد، قل الوقت الذي تستغرقه للقبض على فريسة على مسافة معينة وترتفع معدلات عائد الطاقة الصافية (كيلوكالوري). المصدر: Nature Human Behaviour (2024). DOI: 10.1038/s41562-024-01876-x

وجد عالِمان في الأنثروبولوجيا، أحدهما من جامعة ترنت في كندا والآخر من جامعة كاليفورنيا، ديفيس في الولايات المتحدة، أدلة تدعم نظرية مفادها أن البشر طوروا القدرة على الجري لمسافات طويلة من أجل اصطياد الحيوانات سريعة العدو.

درس كل من الباحثين، يوجين مورين وبروس وينترهالدر، في بحثهم المنشور في مجلة Nature Human Behavior، الجهود البحثية السابقة حول قدرة الإنسان الحديث على مطاردة الفرائس، وأجريا أيضًا دراسات رياضية جديدة لتقييم العائد من السعرات الحرارية لمثل هذا النهج المرهق في الحصول على الغذاء.

نشر محررو مجلة Nature Human Behavior موجزًا بحثيًا يستعرض العمل الذي أنجزه الباحثان في نفس العدد من المجلة.

تشير دراسة سابقة حول تشريح الحيوان إلى أن البشر فريدون بين الثدييات من خلال خاصيتين اثنتين: يتعرقون ولديهم عضلات طويلة في الساقين مبنية على التحمل بدلاً من القوة. وعند جمع هاتين الخاصيتين معًا، يصبح الركض لمسافات طويلة إنجازًا سهلًا نسبيًا بالنسبة للبشر.

تمتلك حيوانات أخرى، مثل الغزلان والبيسون وغيرها، أجسادًا أكثر ملاءمة للركض السريع لمسافات قصيرة. يدل هذا الفرق أن بإمكان إنسان متوسط البنية البدنية في حالة جيدة أن يلحق بالخيل أو الغزال أو أي حيوان آخر تقريبًا عن طريق مطاردته حتى الإجهاد.

تم تجاهل فرضية مطاردة التحمل على نطاق واسع ولسنوات عديدة بسبب عدم وجود أمثلة على استخدام البشر للصيد بالتحمل لمطاردة فريسة أسرع. يقترح الباحثون أن السبب وراء ذلك يرجع إلى عدم ملاحظة تقارير عن مثل هذا النشاط.

لتقصي صحة الفرضية، نفذ الفريق جهد بحثي ذو شقين: اشتمل الأول على استقصاء الأدبيات بحثًا عن أمثلة للبشر المعاصرين الذين يستخدمون الجري لمسافات طويلة لصيد الفرائس، عثروا على حوالي 400 تقرير، تراوحت فتراتها الزمنية من القرن السادس عشر إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكان العديد منها روايات مباشرة.

بعد ذلك، حاول الفريق تحديد ما إذا كان مطاردة الفريسة مجدية من الناحية الحرارية، فهل يمكن للصياد الحصول على سعرات حرارية أكثر من استهلاكه أثناء الركض للإمساك بالفريسة؟ وجدوا أن العائد، في الظروف المناسبة، سيكون أكثر من كافٍ لجعل الجهد يستحق العناء خاصةً إذا دُمج الركض بالمشي العرضي.

استنتج الباحثون أن البشر الأوائل ربما استخدموا ركض المسافات الطويلة، أو جري التحمل لمطاردة الفريسة.

 

ترجمة: علاء شاهين

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *