قنادس اليوم أقزامٌ مقارنة بقنادس إثيوبيا منذ 3 ملايين سنة

جابت قنادس (ثعالب ماء) بحجم الأسد إثيوبيا منذ 3 ملايين سنة

قضت ثعالب الماء العملاقة هذه حياتها على البر.

توصلت دراسة جديدة إلى اكتشاف بقايا متحجرة لثعالب ماء عملاقة بحجم أسد عاشت جنبًا إلى جنب مع البشر الأوائل في إثيوبيا.

عاشت هذه الأنواع، التي سُميت انهيدريودون أوموينسيس Enhydriodon omoensis، منذ حوالي 3.5 مليون إلى 2.5 مليون سنة وتعايشت مع مجموعة من الأقارب البشرية المنقرضة المعروفة باسم القردة الجنوبية (australopithecines)، وهم أسلاف إنسانيون ذوي قدمين عاشوا منذ 4.2 مليون إلى حوالي 2 مليون سنة. كان الأوموينسيس  ضخمًا مقارنة بنظيره المعاصر اللطيف، وقدر مؤلفو الدراسة أنه كان يزن أكثر من 440 رطلاً (200 كيلوجرام).

ربما أكل الأوموينسيس الفريسة البرية والمائية، إما عن طريق الصيد أو الكسح، لكن يعتقد الباحثون أنها قضت أيامها على الأرض، وليس في الماء.

قال المؤلف المشارك في الدراسة كيفين أونو، عالم الكيمياء الجيولوجية في كلية كولومبيا للمناخ بجامعة كولومبيا في نيويورك في بيان: «الشيء الغريب، هو أنه بالإضافة إلى حجمه الهائل، تشير النظائر في أسنانه إلى أنه لم يكن مائيًا، مثل كل ثعالب الماء الحديثة. فقد استنتجنا أنه امتلك نظامًا غذائيًا للحيوانات البرية، يختلف أيضًا عن ثعالب الماء الحديثة».

أطلق الباحثون على النوع الجديد اسم الأوموينسيس على اسم وادي أومو السفلي في جنوب غرب إثيوبيا حيث اكتُشف. قدروا وزنه بناءً على أحافير الأسنان وعظم الفخذ. قاس الباحثون أيضًا نسب النظائر (اختلافات عدد النيوترونات لعنصر معين) للأكسجين المستقر والكربون في مينا الأسنان، إذ يمكن أن تشير هذه القيم إلى مدى اعتماد الأنواع على الماء.

اعتقد العلماء سابقًا أن جنس الإنهيدريودون كان شبه مائي يتغذى على حيوانات مثل الرخويات والسلاحف. على أي حال، وجد الباحثون أن قيم النظائر في أسنان الأوموينسيس تتطابق بشكل وثيق مع تلك الموجودة في الأسنان الأحفورية للثدييات البرية، مثل القطط الكبيرة والضباع، في نفس الرواسب الصخرية.

يعتبر الأوموينسيس أحد أنواع ثعالب الماء العملاقة العديدة التي عاشت عبر أوراسيا وأفريقيا حتى حوالي مليوني سنة مضت. فمثلًا قد يكون وزن إنهيدريودون ديكيكيا (Enhydriodon dikikae)، والذي عاش أيضًا في إثيوبيا، 440 رطلاً وفقًا لدراسة أجريت عام 2011 نُشرت في مجلة علم الحفريات الفقارية. كتب مؤلفو ورقة 2011 أن حجم إنهيدريودون ديكيكيا كان أقرب إلى حجم دب من حجم ثعلب ماء.

وتشبّه الدراسة الجديدة حجم هذه الثعالب العملاقة بالأسود (Panthera leo)، والتي يمكن أن يصل طولها إلى 10 أقدام (3 أمتار) وتزن 330 إلى 550 رطلاً (150 إلى 250 كجم). يدفعك حجم ثعالب الماء الضخمة المنقرضة في إثيوبيا أن ترى ثعالب الماء التي تعيش في أنهار أمريكا الشمالية وكأنها أقزام، والتي يصل طولها عادةً إلى 4 أقدام (1.2 مترًا) ولا يزيد وزنها عن 30 رطلاً (14 كجم)، وفقًا للاتحاد الوطني للحياة البرية.

أكبر ثعالب الماء الحديثة هي ثعالب الماء العملاقة في أمريكا الجنوبية (Pteronura brasiliensis) وثعالب البحر الشمالية (Enhydra lutris kenyoni) من المياه الساحلية لجنوب ألاسكا وكولومبيا البريطانية وواشنطن. ثعالب الماء العملاقة أطول ويمكن أن تنمو إلى 6 أقدام (1.8 متر) في المتوسط​، ويصل وزنها إلى 70 رطلاً (32 كجم). يمكن أن يصل طول ثعالب البحر الشمالية إلى 5 أقدام (1.5 متر)، لكنها أثقل من أبناء عمومتها في أمريكا الجنوبية ويمكن أن تزن أكثر من 100 رطل (45 كجم)، وفقًا لإدارة ألاسكا للأسماك والألعاب.

 

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: livescience

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *