منهج التطور 101 – أسباب الانتواع

العزلة الجغرافية
تم جرف بعض يرقات ذباب الفاكهة على جزيرةٍ في المثال السابق، وبدأ الانتواع لأن الكتلتين السكانيتين لم تتمكنا من التزاوج بسبب العزلة الجغرافية.  ويعتقد العلماء أن العزلة الجغرافية تُعد طريقةً شائعةً لبدء عملية الانتواع: فتغيّر مسار الأنهار، ارتفاع الجبال، انجراف القارات، هجرة الكائنات الحية، وما كان يُعتقد مرةً أنها كتلةٌ سكانيةٌ انقسمت إلى كتلتين صغيرتين أو أكثر.
  لا يتطلب الأمر أن يكون الحاجز مادياً كنهرٍ يفصل مجموعتين أو أكثر من الكائنات، فربما يمنعهم فقط وجود بيئةٍ غير مؤاتيةٍ بين المجموعتين من التزاوج مع بعضهم البعض.
تضاؤل انسياب الموروثات
على أيّ حال، ربما يحدث الانتواع في كتلةٍ سكانيةٍ من دون وجود حاجزٍ خارجيٍّ لانسياب الموروثات. فتخيّل حالةً تمتد فيها كتلةٌ سكانيةٌ ما على نطاقٍ جغرافيٍّ واسعٍ، والتزاوج بين الكتلة السكانية لا يحدث بشكلٍ عشوائيٍّ. حيث لن يكون للأفراد في أقصى الغرب أيّ فرصةٍ للتزاوج مع الأفراد في أقصى الشرق من النطاق. لذا سنكون قد ضاءلنا من انسياب الموروثات ولكن من دون عزلةٍ جغرافيةٍ تامةٍ. فربما يكون هذا كافياً ليُسبب الانتواع وربما لا. وسيتطلب الانتواع على الأرجح أيضاً ضغوطاً انتخابيةً مختلفةً على طرفي النطاق، والذي سيغيّر تواتر الموروثات في المجموعات على الأطراف المختلفة من النطاق بشكلٍ كبيرٍ لدرجة أنهم لن يتمكنوا من التزاوج إن تمت إعادة لُمّ شملهم.
حتى في حال غياب حاجزٍ جغرافيٍّ، يمكن لتضاؤل انسياب الموروثات عبر مجموعةٍ من الأنواع أن يحفز الانتواع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *