المرفقين والكتفين البشريين ما هما إلا فرامل لأسلافنا

لقد كان الهدف من تطور المرفقين والكتفين البشريين هو العمل  كـ «فرامل» لأسلاف القردة المتسلقين.

درس الباحثون الشمبانزي وتشريح القردة لفهم أفضل لكيفية تطور البشر وامتلاكهم كتفين ومرفقين يتميزون بالمرونة. ويجب أن يشكر البشر أسلاف القردة على أكتافهم ومرافقهم المرنة، والتي تطورت كآلية فرامل طبيعية لتسلق الأشجار.

اكتشف العلماء ذلك أثناء مشاهدة العديد من مقاطع فيديو لشمبانزي (Pan Troglodytes) وسعادين المنجبي (Cercocebus atys) (والتي ترتبط بشكل واضح بكل من الشمبانزي والبشر) وهي تصعد الأشجار متسلقة إياها، وتهبط عنها منحدرة منها في البرية.

في الدراسة الجديدة، لاحظ الباحثون أنه على الرغم من أن كلا الحيوانَين صعدا الأشجار على نحو مماثل مع أكتافهم ومرفقيهم قريبة لأجسادهم ووصلوا بسرعة من فرع إلى آخر، لكنهما اختلفا في تقنيات الهبوط.

وفقًا للدراسة التي نشرت في 6 سبتمبر في مجلة Royal Society Open Science، تشير النتائج إلى أن الشمبانزي والبشر قد يكون لديهم مفاصل كتف ومرفق مرنة كوسيلة «لمواجهة» آثار الجاذبية على أجسامهم السفلية الثقيلة. وبذلك قللت هذه الميزة من خطر السقوط أثناء الهبوط إلى الأسفل عن الأشجار.

في حين كان سعدان المنجبي أقل مرونة، استطاعت الشمبانزي مد أذرعها فوق رؤوسها بينما ينحدرون، على غرار الطريقة التي ينزل بها الشخص سلمًا. وقال الفريق في بيان إن هذه المناورة كانت وسيلة لهذه الرئيسيات لإبطاء نزولها ومعاكسة سحب الجاذبية لها إلى الأسفل.

«لاحظنا أنه بينما تسلق كل من الشمبانزي وسعادين المنجبي الأشجار في حركة مقطوعة ولم يمدوا مفاصلهم بالكامل، واصلت السعادين هذه الحركة أثناء النزول، في حين أن الشمبانزي لم يفعلوا ذلك». وقالت الباحثة المشاركة ماري جوي وهي متخصصة في الأنثروبولوجيا البيولوجية وتخرجت من جامعة دارتموث في عام 2021 وقدمت هذه الأطروحة الجامعية: «رأينا نطاقات مختلفة جدًا من الحركة عند الاثنين».

تباعدت أسلاف الإنسان والشمبانزي منذ حوالي 6 إلى 7 ملايين سنة، في حين انطلق أسلاف سعادين المنجبي من القردة منذ حوالي 30 مليون عام.

لكن تشير الدراسة إلى أن هذه المفاصل المرنة تطورت بحلول وقت آخر سلف مشترك بين الشمبانزي والبشر، ولكن بعد تباعد القرود والسعادين. أثبتت هذه المرونة أنها مفيدة للنشاطات التي تنطوي على حركات محددة مثل جمع الطعام والصيد والدفاع عن أنفسهم.

إنها المرة الأولى التي يدرس فيها الباحثون على نطاق واسع كيف تنحدر القردة عن الأشجار، في السابق، ركزت معظم الدراسات على التسلق.

وقال جوي: «كنا نعلم عمومًا أن الشمبانزي قادر على أداء حركات أكثر مرونة في الكتفين والمرفقين، بالمقارنة مع سعادين المنجبي».

السبب في ذلك هو أن سعادين المنجبي والسعادين الأخرى ذات بنية تشبه الثدييات الرباعية مثل القطط والكلاب التي تمشي على أطرافها الأربعة و«تجويف مفصل كتفي عميق على شكل كمثرى». ويبرز أيضًا التقعر الداخلي لمرفقهم، مما يجعل المفصل يشبه الحرف «L». قد توفر هذه المفاصل الاستقرار، لكنها تجعلهم يفتقرون إلى القدرة على أداء مجموعة واسعة من الحركات.

عند تحليل المفاصل في الهياكل العظمية للشمبانزي التي كانت جزءًا من مجموعات المتاحف، لاحظ الباحثون أن زاوية أكتاف القرود كانت أكبر بـ 14 درجة أثناء الهبوط بالمقارنة مع التسلق. امتدت أذرعهم أيضًا إلى الخارج عند الكوع 34 درجة أكثر عند نزولهم عن الأشجار، وفقًا للدراسة.

هذا التغيير في الحركة لم يساعد الشمبانزي فقط في إبطاء سحب الجاذبية لهم، ولكن وفر لهم أيضًا أمانًا أكبر.

وقال جوي: «قد يخرج الشمبانزي من الأشجار ويهبط إلى الأسفل من دون الحاجة إلى الحفاظ على عضلات كتفهم والكوع تحت التوتر، مما يحتاج إلى الكثير من الطاقة. كبشر، كان لإدخال هذا النطاق المتزايد من الحركة الكثير من الفوائد، مثل السماح لنا برفع أذرعنا فوق رؤوسنا أو رمي الكرة. هذه الحركة هي إرث من الضغط التطوري على أسلافنا، مما أعطانا القدرة على فعل الكثير من الأشياء».

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: livescience

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *