خمس طرق للمساعدة في وقف فقدان التنوع البيولوجي

يُقصد بالتنوع البيولوجي تنوع الحياة الموجودة على الأرض، ويدعم هذا التنوع النظم الطبيعية التي توفر لنا طعامنا وتنظف الهواء والماء وتنظم مناخنا. وحياة الإنسان غير ممكنة بدونها، لكن حوالي مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهددة الآن بالانقراض.

في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي الأخير (COP15) في مونتريال، اتفقت الأطراف على مجموعة من الأهداف لعكس فقدان التنوع البيولوجي العالمي بحلول عام 2030. ويشمل ذلك حماية 30% من سطح الأرض وتوفير الإعانات لمعالجة الزراعة وصيد الأسماك. سيتطلب تحقيق هذه الأهداف التنسيق بين الحكومات والشركات.

ومع ذلك، يتجاوزها المعدل العالمي لفقدان التنوع البيولوجي وتيرة سريان التشريعات والسياسات. فيما يلي بعض الإجراءات الأكثر فاعلية التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في عكس اتجاه فقدان التنوع البيولوجي واستعادة الطبيعة الآن.

  1. التبرع

زادت المساحة الإجمالية للأراضي والبحر المحمية في المملكة المتحدة من 27.6 مليون هكتار في عام 2017 إلى 40.6 مليون هكتار في عام 2022. الجمعيات الخيرية والهيئات القانونية والسلطات المحلية هي المسؤولة عن ذلك عادة.

تعمل هذه المنظمات، مثل RSPB وWildlife Trust على استعادة التنوع البيولوجي من خلال إنشاء موائل جديدة، وتحسين الموائل الموجودة وضمان ربط المناطق البرية بممرات ومحميات الغابات للسماح للأنواع بالتجول. فمثلًا أعادت منظمة Wildlife Trust تقديم القنادس إلى فينلاند في كنت، حيث تزدهر موائل الأراضي العشبية نتيجة لذلك.

لكن الأموال المتاحة للحفاظ على الطبيعة في المملكة المتحدة غالبًا ما تكون غير كافية. يمكن للأفراد والشركات التبرع بالمال لدعم عمل هذه المنظمات.

  1. التطوع

تعتمد العديد من المنظمات الخيرية على المتطوعين لإدارة وتسويق الموقع أو لنشر الرسالة حول أزمة التنوع البيولوجي. بفضل طرق العمل الرقمية الجديدة، يمكن للناس التطوع من منازلهم في الأوقات المناسبة. الخبرة ليست ضرورية في معظم الحالات، وغالبًا ما يستفيد المتطوعون من التدريب أثناء العمل.

يمكن أن يكون للعمل التطوعي أيضًا فوائد أخرى. كشفت الأبحاث أن قضاء ساعتين فقط في الطبيعة كل أسبوع يمكن أن يفيد الصحة والرفاهية.

  1. غيّر ما تأكله

لا أحد يحب أن يتلقى محاضرات عن نظامه الغذائي. لكن أساليب الزراعة غير المستدامة، والتوسع في الأراضي الزراعية وأنظمتنا الغذائية الغربية القائمة على اللحوم، كلها تهدد التنوع البيولوجي.

أدى تحويل الموائل الطبيعية إلى أراضٍ زراعية إلى تهديد ربع أنواع الثدييات المتبقية بالانقراض. أظهرت الأبحاث أيضًا أن التكثيف الزراعي يعني الآن أن أكثر من نصف أنواع الطيور الأوروبية مهددة أو في حالة تدهور.

لعكس فقدان التنوع البيولوجي، يجب علينا تغيير ما نأكله وكمية ما نستهلكه.

توصي استراتيجية الغذاء الوطنية في المملكة المتحدة و«تقرير مستقبل أفضل» الصادر عن تحالف الغذاء واستخدام الأراضي باتباع نظام غذائي أقل اعتمادًا على اللحوم. فمثلًا، تقترح هيئة الغذاء واستخدام الأراضي أنه اعتبارًا من عام 2030، يجب أن يتكون النظام الغذائي المستدام للذكور البالغين من 14 غرامًا من اللحوم الحمراء يوميًا، و29 غرامًا من الدجاج والدواجن الأخرى، و250 غرامًا من منتجات الألبان، و500 غرامًا من الفواكه والخضروات، و50 غرامًا المكسرات و75 غرام فول الصويا والبقوليات الأخرى.

  1. حدائق صديقة للطبيعة

يؤدي التحضر إلى تفتيت الموائل الطبيعية بشكل متزايد، وعلى هذا النحو، فإن انخفاض الأنواع هو الأعلى في المدن. مع استمرار نمو المدن، سيصبح من المهم إيجاد نهج متعددة للحفاظ على التنوع البيولوجي.

على الرغم من أن حدائقنا ليست واسعة بما يكفي للحفاظ على تنوع الأنواع، لكنها يمكن أن تكون موائل مهمة في البيئات الحضرية. من خلال العمل مع جيراننا، يمكننا توسيع نطاق حدائقنا عن طريق زراعة شبكات من الزهور لمساعدة إطعام الحشرات وزراعة الأشجار لتعيش فيها الطيور. سيؤدي ذلك إلى زيادة التنوع البيولوجي عن طريق إنشاء خليط من الموائل في جميع أنحاء الحي. يمكن للحدائق الصديقة للحياة البرية إنشاء ممرات لمجموعة واسعة من الأنواع وتحسين الاتصال، وتوفير المأوى أو مواقع التعشيش، والحفاظ على التنوع الجيني وزيادة وفرة النباتات المحلية حتى في أصغر المساحات.

وجدت دراسة أجريت في عام 2009 أن هناك ما يصل إلى 28.7 مليون شجرة و 3.5 مليون بركة وما لا يقل عن 4.7 مليون صندوق تعشيش للطيور في حدائق المملكة المتحدة. يمكن زيادة أعداد الطيور التي تعشش إذا عرفنا أين يمكن زرع الأشجار لتحقيق أقصى تأثير. يمكن لشبكات تلقيح الزهور عبر الحدائق أن تساعد أيضًا الحشرات والفراشات في التغذية.

  1. القطط المنزلية ومالكي الكلاب المسؤولين

القطط حيوانات مفترسة طبيعية والسماح لحيوانك الأليف بالتجول بحرية في جميع أنحاء الحي يعني أنه (إضافة إلى جميع القطط الأليفة الأخرى التي تتجول بحرية) قد يكون مسؤولًا عن موت ملايين الحيوانات كل عام. كشفت الأبحاث في أستراليا أنه من خلال السماح للقطط بالتجول بحرية، فإن الافتراس على الفريسة المحلية لكل كيلومتر مربع في المناطق السكنية يكون 28-52 مرة أكبر من معدلات الافتراس من قبل القطط الوحشية في البيئات الطبيعية. تسببت القطط في مثل هذه التأثيرات المدمرة على الحياة البرية الأسترالية، فقد أُدرج افتراس القطط كتهديد رئيسي للحياة البرية المحلية في التشريعات الوطنية.

في المملكة المتحدة، زادت ملكية القطط بنسبة 13% في المتوسط كل عام على مدار الأربعين عامًا الماضية، وأصبح حوالي 90% من قطط المملكة المتحدة الآن حيوانات أليفة. وقد أدى هذا بالمقابل إلى زيادة التهديد على حياتنا البرية الأصلية.

يوجد عدة طرق يمكننا من خلالها تقليل تأثير القطط الأليفة على التنوع البيولوجي. إن إطعام القطط جيدًا يقلل من حاجتها للصيد. خيار آخر هو إبقائها في الداخل لأجزاء من النهار أو أثناء الليل أو كليًا. نما تأثير القطط الأليفة على الحياة البرية الأسترالية بشدة لدرجة أن السلطات المحلية أدخلت لوائح وحظر تجول لاحتواء افتراس القطط.

تهدد القطط في الغالب التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية. ومع ذلك، يحدث التفاعل بين الكلاب والحياة البرية بشكل متكرر في المناطق الريفية.

تنشأ المشكلة هنا في المقام الأول نتيجة الافتراس وانتقال المرض. لكن براز الكلاب وبولها يخصب التربة بالمغذيات ويمكن أن يغير نوع النباتات التي تنمو في منطقة ما. يحمل ذلك آثارًا غير مباشرة على بنية الموائل. يمكن عن طريق التقاط براز الكلاب والتخلص منه بشكل صحيح تقليل إدخال النيتروجين في التربة بنسبة 57% والفوسفور بنسبة 97%.

أفضل علاج لليأس من حالة العالم الطبيعي هو الانغماس فيه. جرب هذه الخطوات، ومن المأمول أن تكتشف المزيد من الطرق ليس فقط لتقليل بصمتك، ولكن أيضًا للاستمتاع ببيئة محلية أكثر حيوية.

 

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *