مورثة شبحية تجعل ثدييات المحيط عُرضَةً للتأذي ببعض أنواع المبيدات الحشرية

يبدو أنّ المورثة التي تساعد الثدييات في القضاء على بعض المواد الكيميائية السامة مصابة بخلل في الثدييات البحرية، مما قد يجعل خراف البحر والدلافين وغيرها من ذوات الدم الحار أكثر حساسية  للمبيدات الحشرية الخطيرة.

تحمل المورثة PON1 تعليمات لصنع بروتين يتفاعل مع الأحماض الدسمة المتناولة، ولكن قد تولى ذلك البروتين دورًا آخر في العقود الأخيرة، ألا وهو القضاء على المواد الكيميائية السامة الموجودة في نوع شائع من المبيدات الحشرية يسمى بمركبات الفوسفات العضوية. يشرح Wynn Meyer أخصائي علم الوراثة التطوري في جامعة Pittsburgh بأنّ تسرّب هذه المواد الكيميائية من الحقول الزراعية قد يُسمم المجاري المائية والمناطق الساحلية ويؤذي الحياة البرية.

أفاد تقرير قدمه Meyer مع مجموعة من زملائه في العاشر من شهر شباط بأنّ فحص التعليمات المورثية في 53 نوع من الثدييات البرية أظهر بأن المورثة سليمة. في حين كانت مورثة PON1 عند 5 أنواع من الثدييات البحرية مليئة بالطفرات التي جعلتها عديمة الفائدة. أصبحت المورثة غير وظيفية منذ حوالي 21 – 64 مليون سنة، وقد يُعزى ذلك إلى تغيرات سلوكية أو غذائية متعلقة بانتقال أسلاف الثدييات البحرية من البر إلى البحر.

كما قد قاس الفريق المعدل الذي تخرب عنده نوعان من مبيدات الفوسفات العضوية – Chlorpyrifos oxon  وDiazoxon – في عينات دم 5 أنواع من الثدييات البرية و6 أنواع من الثدييات البرمائية أو البحرية.

وفي حين أظهرت عينات دم الأنواع البرية بما فيها الخراف والماعز وابن مِقْرض انخفاض في مستوى الجزيئات السامة بمرور الوقت، لم يطرق أي تغير يُذكر على عينات دم الأنواع البحرية. كما لم تستطع الفئران المهندسة (المعدلة) مورثيًا بحيث تفتقر لهذه المورثة  تخريب  هذه المواد الكيميائية.

أظهرت عينات الدم من الثدييات البرمائية والبحرية (اللون الأزرق) التي تمتلك نسخة معيبة من مورثة مسماة PON1، بالإضافة إلى فأر يفتقر للمورثة أن معظم الحيوانات لم تُخرّب صنفين من مبيدات الفوسفات العضوية –Chlorpyrifos   oxon  وDiazoxon. استطاعت الثدييات البرية بامتلاكها نسخة وظيفية من PON1 استقلاب المركبات بشكل أفضل.

 

يقول Andrew Whitehead أخصائي علم السموم البيئية في جامعة Califorina, Davis (والذي لم يكن مشتركًا في البحث) بأنّ PON1 غير الوظيفية لا تعني بالضرورة عدم قدرة الثدييات البحرية على مقاومة مركبات الفوسفات العضوية، حيث قد تمتلك الحيوانات آليات دفاعية أخرى، “ولكنها لا تتقدم لتولي مسؤولية استقلاب هذه المركبات”.

من غير الواضح ما إذا كانت مركبات الفوسفات العضوية تتراكم في أجسام الثدييات البحرية بطريقة مشابهة للـ DDT، وهو نوع من المبيدات الحشرية لا يتم القضاء عليه بسهولة في البيئة. يمكن للـ DDT المحظور استخدامه في العديد من الدول أن يتراكم في أنسجة الحيوانات البحرية، ويسبب أضرار  في الجهاز العصبي وعيوب خلقية.

يقول Whitehead بأنه وعلى الرغم من أنّ مركبات الفوسفات العضوية لا تبقى في البيئة بمقدار DDT، إلّا أنها تستخدم بشكل مستمر. تستخدم هذه المركبات غالبًا على المحاصيل الزراعية لقتل البعوض وغيره من الحشرات.

يضيف Nathan Clark المؤلف المشارك وعالم الأحياء التطوري في جامعة Pittsburg، بأنّ الباحثين يخططون لجمع عينات دم من الدلافين وخراف البحر في المناطق الساحلية المشبعة بالمبيدات الحشرية. ما قد يساعد العلماء على مراقبة الحيوانات المتعرضة للمبيدات الحشرية ودراسة ما إذا كان ذلك يتطابق مع مستويات المواد الكيميائية في البيئة.

 

ترجمة: كوين الخوري

المصدر: sciencenews

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *