غوريلات حديقة الحيوانات تصدر نداءً جديدًا غريبًا شبيهًا بالسعال

يساعد التصويت القرود علي أن تجذب انتباه الإنسان

يمكن للغوريلا سوكاري أن تنخر وتهمهم، ويمكنها أن تتأفف. أفاد العلماء أن الغوريلا لديها طريقة جديدة للتعبير عن نفسها. يمكن لسوكاري أن تسعل وتعطس بشكل متزامن.

تصدر سوكاري وبعض غوريلات حديقة الحيوانات ضوضاءً، تقاطعًا بين العطس والسعال، عندما يقترب حراس الحديقة مع الطعام. تقول عالمة الرئيسيات روبرتا سالمي من جامعة جورجيا في أثينا إن هذا التلفظ غير المعتاد، والذي لم يُلاحظ في البرية ولم يسبق وصفه ضمن هذا النوع، يساعد الغوريلا بجذب انتباه البشر. يُضاف هذا الصوت إلى الأدلة القليلة -إنما المتزايدة- على أن قردة حديقة الحيوان يمكنها إصدار لفظات صوتية مستجدة، حسبما ذكرت سالمي وزملاؤها في 10 أغسطس في  PLOS ONE

سمعت سالمي الصوت أول مرة قبل سنوات في حديقة حيوان أتلانتا، عندما لاحظت وحارس حديقة الغوريلا تصدر صوتًا غريبًا. تتذكر قائلة: «لقد ضحكنا بالفعل». ينطق الغوريلا بمجموعة متنوعة من النداءات، لكن هذا السعال كان فريدًا. عندما تصدر الحيوانات الضوضاء، تفتح أفواهها على مصراعيها، كما لو أنها تستعد لتؤدي اليودل. يقول سالمي: «إنه أداء مسرحي للغاية». ويبدو أنه يظهر فقط في موقف محدد – عندما يظهر الحراس مع الطعام.

تساءلت سالمي وزملاؤها عما إذا كانت الحيوانات تصدر الصوت في أوقات أخرى أيضًا. لذلك سجلوا أصوات ثماني غوريلات في الأراضي المنخفضة الغربية في حديقة حيوان أتلانتا في ثلاثة سيناريوهات مختلفة: عند وجود دلو من العنب الطازج خارج القفص أو وجود الحارس بمفرده أو الحارس حاملًا العنب. وجد الفريق أن الغوريلا كانت تنخر أكثر عند وجود الحارس والطعام في مكان قريب. وأصدرت أصواتًا أخرى يمكن أن تلفت انتباه الإنسان، كالتصفيق أو الضرب على الصدر أو الضرب على القفص. عندما رأت الغوريلات العنب فقط أو الحارس فقط، ظلت صامتة غالبًا.

تقول زانا كلاي، عالمة رئيسيات في جامعة دورهام في إنجلترا، والتي لم تشارك في هذا العمل: «هذا دليل واضح على نية الحيوانات بطلب شيء من الحارس».

ولم يقتصر التنفس على حيوانات الغوريلا في حديقة حيوان أتلانتا. كشفت الدراسات الاستقصائية من 19 حديقة حيوان في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا أن الغوريلات الأخرى تصدر نفس الصوت. يقول سالمي إن هذه الحيوانات لم تتعلم الصوت من غوريلات حديقة حيوان أتلانتا، لأنها لم تلتقِ مسبقًا أبدًا.

في هذه المرحلة، يمكن لفريقها فقط التكهن بكيفية نشوء صوت السعال هذا، لكنها تؤكد أنه مفيد بشكل خاص للفت انتباه الحارس. «السعال والعطس علامات على الإصابة بنزلة برد، وهي إشارات يوليها مقدمي الرعاية اهتمامًا خاصًا».

إذا أرادت الغوريلا شيئًا لا تستطيع الوصول إليه جسديًا، فقد تكون «تحاول استخدام إشارات تواصلية للتلاعب بالبشر» لمساعدتها، وفقًا لجاريد تاغليالاتيلا، عالم الأحياء التطورية بجامعة ولاية كينيساو في جورجيا والذي لم يشارك في الدراسة.

حتى الآن، اقتصرت معظم الأبحاث حول الذخيرة الصوتية للقردة العليا على أقرباء الغوريلا. يمكن للشمبانزي في الأسر أن تنفخ «مستهزئة» ويمكن لإنسان الغاب أن يطلق الصفير، لكن نداءات الغوريلا ليست مدروسة جيدًا. تقول تاجليالاتيلا: «هناك فجوة صغيرة لا نفهمها». إذا كان بإمكان الشمبانزي وإنسان الغاب والآن الغوريلا إصدار أصوات مستجدة، وهي قدرة موجودة في البشر ولكنها نادرة في المملكة الحيوانية، فمن المحتمل أن يكون سلف هذه الحيوانات والبشر قد فعلوا ذلك أيضًا.

تعتقد كلاي أن دراسة الغوريلا قد تقدم أدلة جديدة حول دوافع تطور اللغة. تشير إلى أن السعال ليس كالكلام بالطبع، لكنها قد تكون علامة على أن الغوريلا تبطن قدرات مثيرة للاهتمام.

 

ترجمة: حاتم زيداني

المصدر: sciencenews

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *