طور فريق بحثي دولي من جامعة كولونيا وكلية إيكان للطب في ماونت سيناي (نيويورك) نموذجًا يمكنه التنبؤ بالتطور المحتمل لمتحورات فيروس SARS-CoV-2.
يستطيع النموذج أن يتنبأ بالمتغيرات التي يمكن أن تتجاوز المناعة البشرية وتنتشر بين السكان وتصبح في النهاية متحورات رئيسية جديدة. كما يمكنه تحديد المسارات المحتملة لتطور هذه العملية حتى قبل ظهور المتحورات الجديدة فعلياً. نشرت هذه الدراسة، بعنوان «مناعة السكان تتنبأ بالمسارات التطورية لـ SARS-CoV-2»، في مجلة Cell العلمية المرموقة.
خلال جائحة كورونا، حل المتحور الجديد محل السلالة السابقة من الفايروس في موجات الوباء المتعاقبة. في الوقت الحالي، أصبح تطور الفيروس أكثر تعقيداً: إذ تنتشر العديد من المتحورات عالمياً في نفس الوقت وتتنافس بين بعضها البعض. هنا تصبح النماذج التنبؤية مهمة لتحديد تلك المتحورات التي من المرجح أن ترتقي إلى مستوى الهيمنة والانتشار بين البشر في المستقبل القريب.
من جهة، تنضوي المتحورات الجديدة على تغيرات جوهرية يمكن أن تزيد من قابلية الانتقال والعدوى، ومن جهة أخرى، ولدت حالات العدوى أو التطعيمات السابقة مناعة ضد المتحورات الأقدم. يستخدم النموذج الجديد هذه العوامل لحساب الاختلافات بين المتحورات، ويعتمد التحليل على بيانات تجريبية ضخمة جمعت على مستوى العالم وعلى بيانات تسلسلية، وإحصاءات لحالات العدوى والتطعيم.
أظهرت الدراسة أيضاً أن مناعة الإنسان أصبحت الآن القوة الدافعة أو المحرك الرئيسي لتطور فيروس كورونا سارس 2. قال المشرف على الدراسة، البروفيسور الدكتور مايكل لاسيج من معهد كولونيا للفيزياء البيولوجية: «يعني ذلك أن الفيروس سيستمر بإنتاج متحورات جديدة حتى بعد انتهاء الوباء، ونحن بحاجة لبيانات عنها في الوقت المناسب. تظهر نتائجنا مدى أهمية المراقبة المستمرة والمنسقة دوليًا لفيروس SARS-CoV-2».
وأضاف: «يمكن أن تساعد التنبؤات بتطور الفيروس، التي استشفيناها من هذه البيانات، في تصميم لقاحات فعالة ضد المتحورات المستقبلية». إذ يعمل مختبر لاسيغ على التحليل التنبؤي لفيروس الأنفلونزا منذ سنوات ويقدم المشورة لمنظمة الصحة العالمية بشأن اختيار لقاحات الأنفلونزا الأكثر فاعلية.
أُجريت الدراسة في مركز التحليل التنبؤي للتطور الفيروسي (Previr)، وهو مركز أبحاث دولي متعدد التخصصات مقره في جامعة كولونيا. تركز الأبحاث في Previr على الوصول إلى فهم أفضل لتطور الفيروس من أجل الصحة العامة.
ترجمة: علاء شاهين
المصدر: phys.org
