اكتشف فريق من علماء البيولوجيا وعلماء الأرض من الولايات المتحدة والصين وجنوب كوريا أدلة تشرح الفيزيولوجيا الفريدة للتارديغرادا أو ما يعرف ببطيء الخطو (يعرف أيضًا باسم دب الماء). يصف الباحثون في ورقتهم المنشورة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences تحليلهم لسلف التارديغرادا إلى جانب عدة أنواع من بطيئات الخطو.
بطيئات الخطو عبارة عن كائنات مجهرية لافقارية ثمانية الأرجل قادرة على البقاء في البيئات القاسية والعصية على التحمل من قبل أي كائن آخر كالماء المغلي والفضاء الخارجي. تكمن قابليتها الفريدة للبقاء في قدرتها على الدخول في حالة سبات خلوي يتم فيها تقليل النشاط الاستقلابي لدرجة يستحيل فيها قياسه. ورغم أن قدرات هذا الكائن الصغير قد تم بحثها وتوثيقها، إلا أن كيفية وصوله لهذه المرحلة من القوة البقائية لم تتم مقاربتها بعد. في هذا البحث الجديد، تتم دراسة المسار التطوري للدب المائي.
أظهر بحث سابق أن بطيئات الخطو قد تطورت من نوع منقرض من الديدان المائية تدعى فصيات الأقدام التي انقرضت خلال العصر الكامبري منذ 500 مليون سنة. ورغم انقضاء هذه الفترة الطويلة، وجدت العديد من أحافير فصيات الأقدام وتمكن الباحثون من تحديد العديد من السمات الجسدية لها. تمتلك على سبيل المثال عدة أرجل قصيرة وثخينة. في هذا الجهد الجديد، درس الباحثون 79 فئة فرعية فريدة من فصيات الأقدام و40 نوع من التارديغرادا أملًا في تتبع نسلها.
وجد فريق البحث أن اللوليشانيدات أو شِعَب لولي «luolishaniids» هي مجموعة فصيات الأقدام التي تطورت منها التارديغرادا على الأرجح. تقترح هذه النتيجة أن التارديغرادا الحالية قد ورثت العديد من السمات المورفولوجية من أسلافها، من ضمنها الشكل الكلي والبنى التشريحية الدائرية المحيطة بفمها. يظهر البحث أيضًا أنها ورثت مخالبها غريبة الشكل التي تمتد مباشرة من «أيديها» بدلًا من زوائد شبيهة بالأصابع.
اكتشف الفريق أيضًا اختلافات أخرى، فمثلًا للتارديغرادا قطع جذعية أقل عددًا من اللوليشانيدات، وأطرافها أقصر طولًا. يشير الفريق أن هكذا تغييرات هي غالبًا تكيفات تطورية للبيئات التي عاشت فيها.
ترجمة: حاتم زيداني
المصدر: phys.org