هل تطور الحب الرومانسي عند البشر من صداقة من نفس الجنس في سلف مشترك للبشر والشمبانزي ؟

هل تطور الحب الرومانسي عند البشر من صداقة من نفس الجنس في سلف مشترك للبشر والشمبانزي ؟

قد تكون العلاقات الرومانسية بين الجنسين تطورت من أزواج من نفس الجنس في سلف مشترك من البشر والشمبانزي، وفقًا لفرضية جديدة من قبل باحث في جامعة تكساس في أوستن.

التفسير السائد للعلاقة الزوجية بين الجنسين والحب الرومانسي في البشر هو أنه تطور من الرابطة بين الأم والرضيع الموجودة في العديد من الثدييات. في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Evolutionary Anthropology، يستشهد أستاذ الأنثروبولوجيا آرون ساندل بأبحاث الرئيسيات، بما في ذلك دراساته الخاصة التي استمرت لعقد من الزمان عن الشمبانزي في حديقة كيبالي الوطنية بأوغندا، ليقترح بدلًا من ذلك أن هذا السلوك قد تطور في البشر من الترابط الزوجي من نفس الجنس الموجود بالفعل في سلف مشترك للإنسان والشمبانزي.

الرابطة الزوجية هي علاقة تعاونية بين البالغين تبقى مستقرة بمرور الوقت وتتضمن اتصالًا عاطفيًا. لا يقترن الشمبانزي، أقرب أقارب البشر بأقرانهم، لكن الذكور البالغين من هذا النوع يشكلون روابط من نفس الجنس تدوم حتى 13 عامًا.

قال ساندل: «جزء من اللغز التطوري هو أن أقرب أقربائنا الأحياء، القردة العليا، بما في ذلك الشمبانزي والبونوبو، لا يشكلون روابط دائمة مع زملائهم. لذلك افترض علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية أن كل ما يؤدي إلى الروابط الزوجية في البشر يجب أن يكون له علاقة بسمات بشرية فريدة أخرى، مثل المشي في وضع مستقيم، أو إنجاب أطفال بأدمغة ضخمة، أو الصيد، أو إشعال النار. ولكن ماذا لو حدثت بالفعل روابط زوجية في بعض أقاربنا من القردة، ونحن من أغفلهم؟».

يمكن ملاحظة العديد من مؤشرات الارتباط العاطفي في العلاقات المثلية بين ذكور الشمبانزي، بما في ذلك دليل على انخفاض مستويات التوتر، والسلوكيات الخاصة بالتفاعلات مع هذا الشريك، وربما الغيرة إذا انخرط الشريك في أنشطة الاستمالة مع أفراد غير الزوج.

قال ساندل قد تكون الأبحاث السابقة فشلت في تصنيف مثل هذه السلوكيات على أنها مؤشر على الترابط الزوجي، لأن الشمبانزي ينخرط أيضًا في سلوكيات اجتماعية مع غير الشركاء في مجموعاتهم الاجتماعية الأكبر، على غرار الطريقة التي يُكوِّن بها البشر صداقات مع زملائهم وأفراد مجتمعهم.

يقترح ساندل أن الارتباطات من نفس الجنس مثل تلك التي شوهدت بين الشمبانزي كانت موجودة في جنسنا قبل ظهور الروابط الزوجية مع الجنس الآخر.

قال ساندل: «يثير هذا احتمال أن الحب الرومانسي لدى البشر كان أصله في صداقات من نفس الجنس عند القرود. وحتى في حياتنا، ربما نكون قد قللنا من أهمية الروابط والصداقة بين نفس الجنس».

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *