اكتشاف جذور مقاومة المضادات الحيوية
تتكيف البكتيريا طبيعيًا مع المحفزات البيئية المختلفة، يمكن لهذه التكيفات أثناء تحور البكتريا أن تجعلها مقاومة للأدوية التي قد توقف أو تبطئ من نموها.
في مقال نُشر مؤخرًا في PLoS Genetics، كشف عالم الأحياء الدقيقة في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا، الدكتور سلفادور ألماغرو مورينو، عن الأصول التطورية للمقاومة المضادة للميكروبات (AMR) في البكتيريا. تضيء دراساته حول البكتيريا المسببة للكوليرا (ضمة الكوليرا،) على الظروف الواجب توفرها كي تصبح العوامل المُعدية مقاومة.
ويضيف «إن الآلية التي تحدث فيها المقاومة المضادة للميكروبات تجاه الأدوية في التجمعات البكتيرية والمسارات المؤدية لهذه السمات الجديدة ماتزال غير مفهومة بشكل جيد». ويتابع «وهذا يشكل تهديدًا رئيسيًا للصحة العامة حيث أن المقاومة المضادة للميكروبات آخذة في الارتفاع». درس الدكتور الماغرو مورينو المتغيرات الجينية لبروتين موجود في الأغشية البكتيرية يسمىOmpU. وباستخدام الأساليب الحسابية والجزيئية، وجد فريقه أن العديد من طفرات OmpU في بكتيريا الكوليرا أدت إلى مقاومة العديد من العوامل المضادة للميكروبات.
تضمنت هذه المقاومة الببتيدات المضادة للميكروبات التي تعمل بمثابة خط دفاعي في الأمعاء البشرية. وجد الباحثون أن تنويعات OmpU الأخرى لا توفر هذه الخصائص، ما يجعل البروتين مثاليًا لفك رموز العمليات المحددة التي تحدث لجعل بعض البكتيريا مقاومة لمضادات الميكروبات.
من خلال مقارنة تنويعات البروتين المقاومة والحساسة للمضادات الحيوية، تمكن الباحثون من تحديد أجزاء معينة من بروتين OmpU المرتبطة بظهور مقاومة المضادات الحيوية. اكتشفوا أيضًا أن المادة الجينية التي تشفر هذه التنويعات، إلى جانب السمات المرتبطة بها، يمكن تبادلها بين الخلايا البكتيرية، ما يزيد من خطر انتشار المقاومة المضادة للميكروبات في الجمهرات المعرضة للمضادات الحيوية.
من خلال فهم كيفية حدوث الطفرات، يمكن للباحثين فهم وتطوير علاجات لمكافحة العدوى المقاومة بشكل أفضل. يبحث الدكتور الماغرو مورينو أيضًا في العوامل البيئية كالتلوث وارتفاع درجة حرارة المحيطات، كأسباب محتملة لظهور البكتيريا المقاومة. وأوضح «نحن ندرس التنوع الجيني للمجموعات البيئية، بما في ذلك مجموعات فلوريدا الساحلية المعزولة، لتطوير نهج جديد لفهم كيفية تطور المقاومة المضادة للميكروبات».
إن فهم البكتيريا المسببة للكوليرا، وهو مرض إسهال حاد مرتبط بالمياه والأغذية الملوثة، ينطوي على آثار عالمية مهمة. يصيب المرض نحو 4 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم ويمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى الوفاة في غضون ساعات.
ترجمة: حاتم زيداني
المصدر: phys.org
