قد نكون أمام انقراض للسلاحف والتماسيح التي تمتلك خصائصًا فريدة

قد نكون أمام انقراض للسلاحف والتماسيح التي تمتلك خصائصًا فريدة

كشف بحث جديد بقيادة جامعة أكسفورد أن أكثر السلاحف والتماسيح المهددة بالانقراض هي الأنواع الفريدة من نوعها. قد يتسبب انقراضهم تأثيرات واسعة النطاق على النظم البيئية التي يعيشون فيها، إذ يمتلكون دورًا هامًا في حياة العديد من الأنواع الأخرى.

السلاحف والتماسيح هما من أكثر مجموعات الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، فنصف هذه الأنواع مهددة عالميًا (الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، IUCN). يجب علينا أن نفهم أكثر من هي الأنواع الأكثر عرضة للتهديد ولماذا هناك حاجة ماسة للتركيز على الجهود التي تهدف لإنقاذها.

في دراسة جديدة قادها باحثون في قسم الأحياء بجامعة أكسفورد، فحص فريق دولي أكبر المخاطر التي تتعرض لها المجموعات البرية من السلاحف والتماسيح في جميع أنحاء العالم. أظهرت النتائج، التي نُشرت في 28 مارس في مجلة Nature Communications، أن أكثر أنواع السلاحف والتماسيح المهددة بالانقراض هي تلك التي طورت استراتيجيات حياة فريدة. تقوم هذه الأنواع عادة بأدوار محددة للغاية داخل أنظمتها البيئية، والتي من غير المرجح أن تقوم بها الأنواع الأخرى إذا اختفت هذه الأنواع.

استخدم الباحثون نماذج لمحاكاة حالات الانقراض نتيجة للتهديدات التي يقودها الإنسان، وتقييم التأثيرات التي يمكن رؤيتها للأنواع ذات استراتيجيات الحياة المختلفة. تتمثل استراتيجية الحياة في كيفية تقسيم الكائن الحي لموارده وطاقته بين بقائه وتكاثره ونموه.

علق البروفيسور روب سالغيرو غوميز (قسم علم الأحياء ، جامعة أكسفورد)، كبير مؤلفي هذا البحث، «من النتائج الرئيسية أن التهديدات لا تؤثر على جميع الأنواع بالتساوي، فهي تميل إلى التأثير على استراتيجيات معينة لتاريخ الحياة. فمثلًا، ويؤثر الاستهلاك غير المستدام للسلاحف والتماسيح بشكل رئيسي على الأنواع الأطول عمرًا ذات الأحجام الأكبر، مثل السلاحف البحرية».

النتائج الرئيسية:

  • أشارت النتائج إلى أنه إذا انقرضت جميع أنواع السلاحف والتماسيح التي قيمها العلماء حاليًا على أنها مهددة بالانقراض وفقًا لـ IUCN، سيفقد العالم 13% من استراتيجيات الحياة الفريدة.
  • كان فقدان الموائل هو التهديد الرئيسي لجميع أنواع السلاحف والتماسيح في جميع أنحاء العالم. مقارنة بأي تهديد آخر مدروس، سيسبب ذلك مضاعفة فقدان التنوع الوظيفي (نطاق الأشياء التي تقوم بها الكائنات الحية في النظم البيئية).
  • كان تغير المناخ والتجارة العالمية أيضًا من التهديدات الرئيسية التي تؤثر على جميع الأنواع، بغض النظر عن استراتيجية تاريخ حياتها.
  • تأثرت الأنواع ذات الإستراتيجيات الفريدة لتاريخ الحياة بشكل خاص بالاستهلاك المحلي غير المستدام والأمراض والتلوث أيضًا.
  • كانت الأنواع التي لها تاريخ حياة «بطيء» (أي التي تتميز بنضج متأخر وانخفاض أعداد النسل) معرضة بشكل خاص للتهديدات من الأنواع الغازية والأمراض. فمثلًا، يوجد في سومطرة، تهديد كبير للغاريال الكاذب (Tomistoma schlegelii)، وهو افتراس بيضها من قبل الخنزير البري (Sus scrofa).
  • ارتبطت التهديدات من التلوث بشكل خاص بالأنواع ذات الإنتاج التناسلي العالي، مثل سلاحف المياه العذبة وتماسيح المياه المالحة. فمثلًا، تعتبر السلحفاة ذات الأسقف ثلاثية الخطوط (Batagur dhongoka) شديدة التأثر بالمشاريع الهيدرولوجية الكبرى وتأثيراتها على ديناميكيات تدفق النهر وشواطئ التعشيش وتلوث المياه.
  • يمثل الاستهلاك المحلي تهديدًا خاصًا للأنواع ذات الإنتاج التناسلي العالي ومتوسط العمر الأطول. فمثلًا، تُقتل السلحفاة الآسيوية العملاقة طويلة العمر (Manouria emys) وتذبح على الفور للحصول على لحومها عندما يصادفها الصيادون المحليون، ويجمعها أيضًا تجار التصدير للاستهلاك في شرق آسيا.

وفقًا للباحثين، تعتبر حقيقة أن السلاحف والتماسيح التي لها تاريخ حياة فريد أكثر عرضة للاختفاء مثيرة للقلق للغاية، لأن العديد منها يؤدي وظائف مهمة في النظم البيئية. فمثلًا، بعضها عبارة عن مشتتات فعالة للبذور، والبعض الآخر مصدر للموائل لأنواع أخرى عن طريق الجحور التي تصنعها، والبعض الآخر عبارة عن حيوانات مفترسة تساعد في الحفاظ على التوازن في النظام البيئي.

بعد أن عملت هذه الوظائف لملايين السنين، فهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باستراتيجيات الحياة الفريدة والمتنوعة التي طورتها الأنواع. العديد من هذه الأنواع تتمتع أيضًا بصفات ساحرة، مثل السلحفاة مهمازية الورك، وموطنها حوض البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا وشرق أوروبا.

قال المؤلف الرئيسي الدكتور روبرتو رودريغيز (قسم علم الأحياء، جامعة أكسفورد في وقت الدراسة، الآن في جامعة أليكانتي) «في حين أن الاستخدام المستدام للأحياء البرية والاتجار بها يمكن أن يفيد في بعض الأحيان حفظ الأنواع، لكن التجارة غير المستدامة للحيوانات الحية أو أجزائها تهدد هذه الزواحف في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن استراتيجيات تاريخ حياتها. واصطياد السلاحف والاتجار بها أمر شائع لإبقائها في الأسر، وجلد التمساح ذو أهمية تجارية كبيرة، فعلى الرغم من وجود بعض الضوابط على التجارة، ما تزال تماسيح المجار Crocodylus palustris في باكستان تُطارد بشكل غير قانوني من أجل جلدها.

وفقًا للباحثين، فإن نتائج هذه الدراسة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لخطط إدارة حماية فعالة تحمي الأنواع بشكل عام، ولاستراتيجيات فريدة لتاريخ الحياة والتنوع الوظيفي أيضًا. قد يكون دمج التنوع الوظيفي في سياسات الحفظ لهذه المجموعات المعرضة بشدة للانقراض نهجًا واعدًا للمساعدة في ترتيب أولويات جهود في مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية. وأضاف الدكتور روب سالغيرو جوميز: «يمكن أن تتضمن القوائم الحمراء للأنواع المهددة التي وضعها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية معلومات تتعلق بالتفرد الوظيفي لمساعدة المديرين على اتخاذ القرارات المحلية التي من شأنها التأثير على الحفظ العالمي بشكل أكثر كفاءة».

ويضيف الباحثون أن الأشخاص القلقين بشأن فقدان السلاحف والتماسيح يجب أن يتجنبوا شراء المنتجات المصنوعة منها، وخاصة بالنسبة للسلاحف، ولا ينبغي اعتبارها حيوانات أليفة. علاوة على ذلك، يمكنهم دعم المنظمات التي تطور مشاريع الحفظ لحماية موائلها والمجموعات البرية. يمكن للسياحة البيئية المسؤولة أو الأنشطة العلمية للمواطنين، مثل برامج التطوع أو جمع البيانات من الجمهور، أن توفر أيضًا فرصًا للمساهمة بشكل إيجابي في الحفاظ على السلاحف والتماسيح.

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *