كيف غدا نوع نبات لاحم مرحاضًا ونجح في البقاء

تحول نوع من نبات الإبريق المعروف باسم النابنط من اصطياد وهضم الحشرات إلى امتصاص براز الحيوانات للحصول على حاجته من الغذاء اليومي، وهو تحول قد أثبت فائدته.

وقد وجد العلماء بأن آكلات البراز النباتية هذه قادرة على امتصاص كمية أكبر من النتروجين على إثر تكيفها الغذائي مقارنة بنظيراتها من النانبط التي تتغذى على الحشرات. ورغم أن الحمية الغذائية الجديدة ليست شهية، بيد أن مفاعيل هذا الاختلاف ذات أهمية.

ثمة دروس مهمة في هذا السياق فيما يتعلق بكيفية تكيف النباتات وتطورها لتتماشى مع التحديات في بيئتها: إذ نستطيع حماية النباتات عبر فهمنا المتزايد كيف حسّن النابنط من وارده الغذائي.

يقول ألاستير روبنسون، عالم نباتات في حدائق النباتات الملكية في فيكتوريا، أستراليا «تطورت عدة أنواع من النابنط من منشئها اللاحم لتعتمد على حمية قائمة على براز الحيوانات».

ويضيف «وجدنا أن الأنواع التي تتغذى على براز الثدييات قادرة على امتصاص ضعفي كمية النتروجين مقارنة ببقية النابنط».

درس الفريق ستة أنواع وأربعة فصائل هجينة من النابنط في في جزيرة بورنيو الماليزية وحللوا عينات نسيجية لتحديد كمية النتروجين والكربون الممتصة من البيئة الخارجية.

يعتبر النتروجين محركًا أساسيًا بعملية التركيب الضوئي وبعض العمليات النباتية الأخرى وقد وجد العلماء أن نظير النتروجين 15N الأثقل كان أكثر توافرًا في النابنط مقارنةً مع النباتات غير اللاحمة المجاورة وهو ما يصح بشكل خاص على الأنواع التي تستهلك براز الثدييات.

إن التكيف اللاحم هذا يساعد النباتات على الحصول على مغذيات مهمة قد لا تتوفر لها من التربة الفقيرة بالنتروجين. ويبدو أن بعض النباتات تأخذ بالتحول لمصادر بديلة للنتروجين مع تناقص الحشرات في المناطق الأكثر ارتفاعًا.

يقول روبنسون «تندر الفرائس من الحشرات في الجبال الاستوائية التي يزيد ارتفاعها عن ٢،٢٠٠ متر (٧،٢١٨ قدم) ولذلك تعظّم هذه النباتات من واردها الغذائي عبر جمع والاحتفاظ بمصادر نتروجين أقل عددًا وأغنى بهذا العنصر كبراز حيوان زباب الشجر».

بالنسبة لمعظم أنواع النابنط، تنزلق الحشرات الباحثة عن الغذاء على السطوح والحواف الملساء لأوراق «نبات الإبريق» وتسقط فريسة مزيج من الماء والسوائل الهاضمة. كما اكتُشف في دراسة عام ٢٠٠٩، طورت بعض النباتات علاقة منفعة متبادلة مع زبابات الشجر الجبلية، إذ تقوم هذه الأخيرة بإلقاء برازها الغني بالنتروجين داخل الأباريق أثناء تغذيها على الكاربوهيدرات المتواجدة في أغطية النبات.

كشف بحث لاحق عن علاقة مشابهة بين نوع من النابنط وجرذان القمة والطيور والخفافيش.

بتنا نعلم الآن أن مقايضة الموارد مع الحيوانات ذات منفعة أكبر فيما يختص بامتصاص المغذيات إذا ما قورنت بالاعتماد على اصطياد الحشرات كغذاء.

يعزز هذا الفهم الجديد من جهود الحفاظ على الأنواع. عدد أكبر من النابنط مهدد أكثر من أي جنس نبات لاحم آخر، إذ يُصنف حاليًا ٤٠٪ منه كمهدد بخطر انقراض أقصى، أو مهدد بالانقراض، أو مهدد بخطر انقراض أدنى.

يقول هؤلاء الباحثون في دراستهم المنشورة «إن فهم احتياجات النوع البيئية، بالأخص حيث ينخرط النوع بعلاقات تنافع معقدة، يلعب دورًا مهمًا في تخطيط وإدارة النباتات اللاحمة المهددة بالانقراض».

 

ترجمة: حاتم زيداني

المصدر: sciencealert

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *