سلالات للبومة المرقطَّة التي تعيش في مواقع جغرافيةٍ مختلفةٍ تُظهر بعض الاختلافات الوراثية والتشكلية. وتتفق هذه الملاحظة مع الفكرة القائلة بأن الأنواع الجديدة تتشكل من خلال العزلة الجغرافية. |
النتائج التجريبية: تم إنتاج الخطوات الأولى للانتواع في عدة تجارب معمليةٍ شملت العزلة “الجغرافية”. على سبيل المثال، درست ديانا دود آثار العزلة الجغرافية والانتخاب على ذباب الفاكهة. حيث أخذت مجموعةً من ذباب الفاكهة من كتلةٍ سكانيةٍ واحدةٍ وقامت بتقسيمهم إلى كتلٍ سكانيةٍ منفصلةٍ لتعيش في أقفاصٍ مختلفةٍ، وذلك لمحاكاة العزلة الجغرافية. وكان نصف الكتل السكانية من ذبابات الفاكهة تعيش على الأطعمة التي تحوي سكر الشعير (المالتوز)، وكان الآخرون يعيشون على الأطعمة التي تحوي النشاء. وبعد أجيالٍ عديدةٍ، تم اختبار الذباب لمعرفة أيّ الذباب قد يفضلون التزاوج معه. فوجدت دود أن قليلاً من العزلة التناسلية حدثت كنتيجةٍ للعزلة الجغرافية واختيار مصادر الطعام في البيئتين: حيث فضلت الذبابات التي تغذت على سكر الشعير الذبابات الأخرى التي تغذت أيضاً على سكر الشعير، وكذلك فضلت الذبابات التي تغذت على النشاء الذبابات الأخرى التي تغذت على النشاء. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع أن نكون متأكدين، إلا أنه من المحتمل أن وجود تلك الاختلافات التفضيلية قد يكون نتيجةً لانتخاب استخدام مصادر الغذاء المختلفة، والتي أثرت أيضاً على بعض الموروثات المسؤولة عن السلوك الإنجابي. هذه هي النتيجة التي سنتوقعها إذا كان الانتواع الجغرافي طريقةً نموذجيةً للانتواع.
تم نقل المقال من مجلة السعودي العلمي بالتصرف.
اقرأ أيضًا: منهج التطور 101 – تعريف الانتواع