قد تنطوي عملية تدجين الحيوانات على مكون جيني وفقًا لبحث أجرته جامعة نورثويست للعلوم والتكنولوجيا الزراعية والحراجية. يحاجج الفريق في الورقة البحثية «طفرة مغلطة في RRM1 تساهم بتدجين الحيوانات» المنشورة في مجلة Science Advances، بأن استبدال زوج قاعدي وحيد في جين RRM1 يعتبر أصل تدجين الحيوانات.
تبني الدراسة الحالية على بحث الماعز السابق الذي أجراه أعضاء من الفريق واكتشف في البدء الانحراف الجيني في المواقع الصبغوية لـ STIM1-RRM1 وMUC6 ضمن مجموعة هابلوغروب A ميتوكوندرية نادرة في الفترة الزمنية المحيطة ببدء تدجين الماعز. لو أن هذه الجينات العائدة لمجموعة مواعز مبكرة هي المسؤولة عن سلالة ذات ردات فعل أقل خوفًا وتوترًا، فالغالب أن بعض رعاة الماعز قد انتقوها عمدًا للاستيلاد أو أنها ببساطة قد تحملت ضغوطات التدجين بشكل أفضل.
يعزز جين MUC6 المقاومة المناعية للعوامل الممرضة الهضمية المعوية التي عززت بدورها صحة القطيع. ينظم جين STIM1 إشارات مستقبلات الكالسيوم والغلوتامات في الجهاز العصبي وهذا بدوره يساعد على تقليل القلق. يلعب جين RRM1 دورًا في تصنيع وإصلاح وصيانة الحمض النووي، وقد تم ربطه بتشوهات الأنبوب العصبي لدى الفئران واضطرابات السلوك لدى البشر.
أشارت فحوصات السلوك لجمهرات الماعز المهجن والمدجن من أصل بري إلى أن المواقع الصبغوية في ظل ظروف الانتقاء الصعني الكبير خلال فترة التدجين هي ذاتها المترافقة مع طفرة RRM1 في الماعز الأليف المبكر منذ 6500 سنة تقريبًا.
تمت دراسة تدجين الماعز باستخدام جينومات مأخوذة من 210 ماعز مدجنة من أربع قارات، و24 بازن بري، و70 جينوم ماعز قديمة. البازن نوع بري من الماعز ومن الأنواع الأصلية في جبال القوقاز وزاغروس في إيران، وهي من الأماكن المرجحة لأولى عمليات تدجين الماعز. أجرى العلماء هناك اختبار «مسافة الهروب» حيث يتم قياس المسافة التي بإمكانهم الدنو من ماعز برية قبل هروبها.
أكثر القيم شذوذًا بهيجان الماعز ترافقت بالموقع الصبغوي لـ STIM1-RRM1 وهذا يدل على أن هذا الموقع الصبغوي يمثل دورًا وظيفيًا مهمًا في تدجين الماعز.
أظهر التعديل الجينومي لجين RRM1 للنمط المتغير في الفئران ازديادًا في ألفة وأنس الماعز وقلل من القلق المتولد بوجود البشر. عُزيت التغيرات السلوكية المحرضة بتعديل RRM1 للفعالية المستبدلة للمشبك الغلوتاماتي والمسارات المشبكية الأخرى. هذا يقترح أن المسارات العصبية لدى المواعز ذات المتغير RRM1 ربما هي ذاتها لدى العديد من الأنواع المدجنة.
وفي نهاية أي دراسة جيدة تُطرح أسئلة أكثر وتبرز الحاجة لبحث أعمق. لدينا الآن إمكانية تطوير تقنية ترويض محرض جينيًا يمكن توظيفها في تدجين الحيوانات البرية الحالية لتدخل قائمة الحيوانات الأليفة أو قطعان الماشية أو كاستراتيجية لحفظها وتأمين حماية لها.
ترجمة: حاتم زيداني
المصدر: phys.org
