ماذا لو كانت الديناصورات في حالة تدهور بالفعل عند اصطدام الكويكب؟

من المحتمل أن الديناصورات غير الطائرة كانت في حالة تدهور قبل وقت طويل من ارتطام الكويكب بشبه جزيرة يوكاتان قبل 66 مليون عام، وفقًا لما ذكره عالم الحفريات بجامعة ألبرتا الذي قال إن الحكاية القديمة تم تأريخها في ثلاث محطات في رحلة مدهشة مدتها ثلاث ساعات نهر ريد ديير.

نستهل جولتنا في عصور ألبرتا ما قبل التاريخ من دراسة 2021 بواسطة فريق بحث دولي استخدم بيانات من فيل كوري. تشير الدراسة إلى أن فشل الديناصورات في النجاة من تأثير الكويكب الكارثي قد تضخم بسبب عجزها عن التكيف مع البيئة المتغيرة.

يشرح كوري فكرة الانقراض التدريجي التي ظهرت لأول مرة منذ أربعة عقود بعد فترة وجيزة من قبول فكرة تأثير الكويكب الذي ضرب تشيكشولوب، المكسيك وكان مسؤولاً عن إبادة سريعة وكارثية للديناصورات في نهاية العصر الطباشيري.

يقول: «منذ ذلك الحين، يجادل بعض الخبراء بأنه لم تكن هناك كارثة – إنها معلومات مضللة والديناصورات قد ماتت ببطء لأسباب أخرى، لكن ثمة احتمالية بأن تكون ضربة الكويكب قد مثلت الضربة القاضية. يعتقد آخرون أنها اختفت بسرعة كبيرة».

«في كلتا الحالتين، تعد ألبرتا مكانًا رئيسيًا في تسوية هذا الخلاف».

تتبع أثر الانقراض التدريجي

قام كوري وفريق بقيادة فابيان كوندامين من معهد العلوم التطورية في مونبلييه بفرنسا بتحليل 1600 من أحافير الديناصورات لتقييم الانتواع – أي العملية التي تطور بموجبها مجموعة ما ضمن النوع نفسه خصائصها الفريدة – ومعدلات الانقراض لستة عائلات ديناصورات رئيسية عُثر عليها في ألبرتا: الأنكليوصورات،  وقرنيات الوجه، والهادروصوريات، والدرومايوصوريات، والترودونتيدات والتيرانوصوريات.

يقول: «وجدنا أنها جميعًا كانت في حالة تضاؤل بالتأكيد، وليس خلال فترة زمنية قصيرة أي آخر مليون سنة قبل الحادثة، إنما على امتداد 10 ملايين سنة قبل بداية النهاية

منذ 76 مليون سنة».

يمكن تتبع هذا الانحدار على طول نهر ريد ديير، بدءًا من قلب منطقة بادلاندز في ألبرتا، متنزه Dinosaur Provincial Park، جنوب شرق كالغاري. اكتشف علماء الأحافير هناك أكثر من 50 نوعًا من الديناصورات يعود تاريخها إلى 76 مليون عام.

قال كوري: «من الصعب أن نتخيل نظامًا بيئيًا اليوم يمكنه دعم 50 نوعًا من الحيوانات الكبيرة، ناهيك عن 150 نوعًا من الفقاريات الأخرى ومن ضمنها الثدييات والطيور والتيروصورات والسحالي والثعابين والسلاحف والأسماك». ويضيف «متنزهDinosaur Provincial Park بلا شك واحد من أغنى مواقع الحفريات للديناصورات في العالم».

على طول الطريق السريع التكريمي للمحاربين القدامى (H36)، يتوجه المتحمسون الطباشيريون إلى منطقة درامهيلر، والتي هي أصغر عمرًا بحوالي أربعة ملايين سنة من متنزه Dinosaur Provincial Park. اكتشف علماء الحفريات هناك 30 نوعًا فقط من الديناصورات، على الرغم من أن المنطقة كانت تستضيف مقطعًا عرضيًا كبيرًا من البيئات.

قال كوري: «إننا نرى تغييرات كبيرة ضمن مسافة قصيرة جدًا (145 كيلومترًا) وخلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا».

انتهت جولة مطاردي الديناصورات في متنزه Dry Island Buffalo Jump Provincial Park على بعد ساعة بالسيارة شمالًا على طول الطريق السريع 56 الذي يقسم المسافة بين نهر ريد ديير ومنطقة رومسي الطبيعية – موطن أكبر مساحة متبقية غير ممسوسة في كندا من حدائق الحور وبعض موائل الطيور المائية الأكثر إنتاجية في القارة. يعتبر سجل الحفريات لهذا المتنزه تمثيلًا زمنيًا لنهاية العصر الطباشيري استمر منذ فترة بين 145 مليون حتى 66 مليون سنة ماضية، أي قبيل اصطدام الكويكب مباشرة – أي قبل 10 ملايين سنة من متنزه Dinosaur Provincial Park. بحلول الوقت الذي اقترب فيه العصر الطباشيري من نهايته قبل 66 مليون سنة، لم يبق في ألبرتا سوى اثني عشر نوعًا من الديناصورات.

يقول كوري: «هنا في ألبرتا، من الواضح تمامًا أن عدد الأنواع كانت في انخفاض جذري خلال آخر 10 ملايين سنة من العصر الطباشيري».

تراجع التنوع

تكثر النظريات حول سبب انخفاض عدد الديناصورات، لكن يعتقد كوري أن العصر الطباشيري المتأخر اختبر تحولًا مناخيًا كان أقل ملاءمةً للحيوانات الكبيرة.

وقال: «تزدهر الحيوانات الكبيرة تنوعيًا في البيئات المستقرة وذات المناخ الجيد والغنية بالموارد الغذائية. ويضيف «ولكن بمجرد أن يتدهور المناخ، ينخفض تنوع النباتات، ويقل تنوع الحيوانات، الأمر الذي يؤثر بشكل خاص على الحيوانات الكبيرة».

ويشرح كوري أن أمريكا الشمالية تميزت خلال العصر الطباشيري بالبحار الداخلية التي غطت معظم القارة وامتدت من خليج المكسيك حتى المحيط المتجمد الشمالي. ومع ذلك، فإن سلاسل الجبال التي تنمو باتجاه الغرب دفعت في النهاية البحار الداخلية جنوبًا، وأدى ارتفاع الأرض الناتج في النهاية إلى منع التيارات الجنوبية الدافئة من التفريغ في القطب الشمالي.

ويقول: «أدى ذلك إلى مناخ أكثر قاريةً، وهو ما يعني عادةً انخفاض تنوع الحيوانات». ويضيف «أعتقد أن الكويكب يمثل الضربة القاضية، لكنني لا أعتقد أنه كان سيحدث نفس التأثير لو أنه وصل قبل 10 ملايين سنة، عندما كانت الديناصورات بأوج ازدهارها».

 

ترجمة: حاتم زيداني

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *