أنواع جديدة من الضفادع السامة تتطوّر أمام أعيننا

يعتقد العلماء أنّ الضفدع السام “poison dart frog” الذي يتواجد في البيرو و الذي يُقلد جيرانه من الضفادع في تفاصيل مذهلة ، يتطوّر إلى نوعٍ جديدٍ.

الضفادع المُقلدة (Ranitomeya imitator) التى هي أول الفقاريات و ثاني حيوان معروف يقدم دليلاً على أنّ التقليد يُمكن أن يتسبّب فى انقسام أفراد نوع واحد إلى أنواع منفصلة ، وهذا وفقاً لدراسة نُشرت فى Nature Communications.
والحيوان الأخر هو مجموعة من “الفراشات الملونة” Heliconius butterflies” (جنس من الفراشات الملونة ) والتي توجد أيضاً في أمريكا الجنوبية.

على الرغم من أنّ الأنواع الجديدة يُحتمل ألّا يتوقف تطوّرها لعدة آلاف من السنين.
المجموعات المنفصلة جغرافياً من نوع الضفادع المُقلدة (R. imitator) تبدو مختلفة بشكل مذهل ، تبعاً لأنواع الضفادع التي تُقلدها.
فى شمال و وسط البيرو ، هناك مجموعتين من الضفادع المُقلِدة R. imitator المُتنكرة بألوان اثنين من أنواع الضفادع السامة المُختلفة و هما : الضفادع السامة المُلطخة من الخلف (R. variabilis) و الضفادع السامة حمراء الرأس ( R. fantastica).

فى ظاهرة تُعرف بالتقليد الأعمى (Müllerian mimicry ) ، الذي يحدث عندما يعتمد نوعين سامّين أو أكثر من الحيوانات (سواء أكانوا على قرابةٍ تطوّرية أم لا) الى استخدام نفس إشارة التحذير إلى الحيوانات المفترسة.
إحدى مجموعتي نوع ( R. imitator ) و تُدعى “المُخطَط” تُقلد نوع الضفادع (R. variabilis) بخطوط سوداء و صفراء على جسمها، وأرجل ذات لون رخامي.
المجموعة الأخرى و التي يُطلق عليها اسم (Varadero) تُقلد ضفادع النوع (R. fantastica) ، برؤوسٍ برتقالية و لطخات سوداء و أرجل زرقاء.

وجدت الدراسة أنّ الأفراد المختلفة شكلياً من الضفادع السّامة R. imitator عندما تعيش بالقرب من بعضها يبدأ انفصال النوع إلى نوعين حيث أفضت مراقبة هذه الضفادع في البريّة إلى ميل الأفراد إلى اختيار شركاء التزاوج من نفس الشكل أكثر من الشكل الأخر و هذه كانت الإشارة الأولى للعلماء حول الموضوع.

فى التجارب ، أعطى العلماء لذكور الضفادع حرية اختيار أنثى من كلّ شكلٍ من الشكلين ثم سجل العلماءُ مقدار وقت المُغازلة بين الذكور و كلّ أنثى من الشكلين المُختلفين لتقدير مدى تفضيلهم لكلّ أنثى.
يقول Kyle Summers عالم الأحياء التطورية فى جامعة East Carolina في نورث كارولينا :”نحن نعتقد أنّ هذا سيؤدي إلى حدوث الاستنواع الذي يفضي إلى تطوّر أنواع جديدة ولكننا سوف نحتاج لبضع آلاف من السنين لكي نتأكد من هذا”.
“هذا الدليل على أنّ أفراد إحدى المجموعتين يميلون إلى التزاوج مع أفراد من المجموعة المماثلة يدلّ على أنّه كانت هناك نتائج سيئة للتزاوج بين المجموعتين المختلفتين” بحسب Summers.

كما و يضيف :”ربما كون الأفراد الناتجة عن هذا التزاوج المختلط غير متأقلمين و غير ملائمين و أكثرُ عرضةً للافتراس هو ما أدى إلى تطوّر هذا التفضيل للإناث المماثلة”.

ما هو أكثر من ذلك ، هي أنّ قدرة الضفادع على التقليد يقود إنفصال جيناتها ، فالفريق البحثي يعتقد أنّ أفراد كلا النوعين قادرون على استخدام الصفات و المزايا الشكلية لكلّ مجموعة في تمييز أنفسهم عن البقية.

دراسات Summers و زملاؤه حول قدرة الرؤية لدى الضفادع السّامة تؤكد أنّ الضفادع قادرة على تمييز أشكال و ألوان الأفراد الباقيين بكل وضوح ، بحسب Summers.

يقول James Mallet عالم الأحياء التطورية في جامعة هارفرد :”إنّ قدرة نوع R. imitator على تقليد أنماط مختلفة الألوان هي قدرة مدهشة و رائعة ، وشبيهة جداً بما يحدث فى الإكوادور وشمال بيرو للفراشات الملونة “Heliconius butterflies”.

Mallet الذي لم يشارك فى الدراسة الجديدة ، أضاف :”إنّ اكتشاف الرابط و العلاقة بين القدرة على التقليد لدى ضفادع نوع R. imitator و سلوكه الجنسي “أمرٌ رائعٌ” و يقدّم حجةً على الاستنواع و تشكّل الأنواع”.

لكن Mallet يقول أيضاً :” رغم أنّه من المعروف تأثير الأشكال على خيارات التزاوج عند بعض ضفادع R. imitator ، لكن الدراسة لم تقدم بياناتٍ على أنّ الاختيار كان مبيناً على اللون فقط ، فالمجموعات ذات الأشكال المختلفة ربما تستخدم إشارات أخرى مختلفة ، مثل الغناء”.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *