تضطر الدببة القطبية إلى تناول طعامها بين البطاريات والحفاضات القذرة والسبب هو تغير المناخ الذي يدفعها إلى البر

يشاهد الدب القطبي بشكل متكرر أكثر في مدافن النفايات في القطب الشمالي حول العالم.

وجدت دراسة جديدة في مجلة أوريكس أن الدببة القطبية (Ursus maritimus) تضطر إلى نهب مقالب القمامة بأعداد متزايدة مع تغير المناخ الذي يقلل من الجليد البحري في القطب الشمالي.

كتب مؤلفو الدراسة أنه في حين أن الدببة التي تأكل القمامة البشرية ليست ظاهرة جديدة، فإن تواتر وشدة تفاعلات الدب البشري في القطب الشمالي تتزايد باطراد، مع انتهاء بعض المواجهات بإطلاق النار على الدببة القطبية وقتلها.

قال المؤلف المشارك للدراسة جيف يورك، الباحث في المنظمة الدولية للدببة القطبية، لصحيفة The Globe and Mail: «ما رأيناه هو زيادة في شدة (المواجهات) وزيادة حدوثها في الأماكن التي لا تتواجد فيها الدببة القطبية بشكل طبيعي».

في الدراسة الجديدة، وصف الباحثون ست دراسات حالة أظهرت مواجهات أعلى من المتوسط ​​(وقاتلة أحيانًا) للدب القطبي مع مجتمعات القطب الشمالي في الولايات المتحدة وكندا وروسيا. في كل مدينة أو مجتمع، زاد عدد مشاهدات الدب القطبي بشكل مطرد على مدى السنوات أو العقود العديدة الماضية، مما أدى إلى بعض المواقف المشبوهة.

في عام 2019 في روسيا مثلًا، اجتاحت الدببة المفترسة مقالب القمامة في قريتين في القطب الشمالي. أبلغت بلدة بيلوشيا جوبا (يبلغ عدد سكانها حوالي 2000) عن «غزو جماعي» لـ 52 دبًا قطبيًا بدأ بالقرب من مكب نفايات المدينة المفتوح، وغامر بعض الدببة في وقت لاحق بالتوغل أكثر في المدينة ومحاولة الوصول إلى المباني. في هذه الأثناء، في قرية ريركاييبي (عدد سكانها 600)، سيطر 60 دبًا قطبيًا على مكب النفايات في المدينة لعدة أسابيع.

وأضافت الدراسة أنه في القطب الشمالي بكندا، قُتل دبان قطبيان، أحدهما في عام 2015 والآخر في عام 2016 بعد أن غامروا بالاقتراب من المستوطنات البشرية.

كتب مؤلفو الدراسة أنه من المحتمل أن يكون تغير المناخ من صنع الإنسان مسؤولًا جزئيًا على الأقل عن زيادة تفاعلات الدب القطبي البشري.

تقع جميع الحالات الستة المدروسة بالقرب من السواحل حيث يتشكل الجليد البحري في أواخر الخريف، مما يمنح الدببة القطبية منصة يمكن من خلالها اصطياد الفرائس مثل الفقمة والفظ البحري، وفقًا للدراسة. كتب الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة يقلل من الجليد البحري المتاح كل عام، وقد تضطر الدببة إلى المغامرة بالداخل والبحث عن مصادر غذاء بديلة في المدن ومكبات النفايات.

قال يورك لصحيفة The Globe and Mail إنه لا يهم أن القيمة الغذائية للقمامة البشرية أقل من المثالية، أو أن الدببة التي تغوص في القمامة ربما تبتلع كل شيء من البطاريات إلى الحفاضات المتسخة إلى حاويات السيراميك المغطاة بالطعام.

قال يورك: «ستقطع الدببة القطبية مسافة طويلة إذا استطاعت شم رائحة الطعام. إذا تمكنوا من العثور على مصدر موثوق للسعرات الحرارية، فسوف يتخذون إجراءات استثنائية».

وأضاف يورك أن أحد الحلول لهذه المشكلة هو استبدال مدافن النفايات المفتوحة بسماد أو محارق للتخلص من النفايات العضوية، وبالتالي تقليل فرص احتكاك الدببة القطبية بالبشر. ومع ذلك، حتى مع إغلاق مكبات النفايات، من المرجح أن تستمر الدببة القطبية في المغامرة في مدن القطب الشمالي بحثًا عن الطعام طالما أن الجليد البحري يتضاءل. هذا التحدي هو مجرد نتيجة أخرى غير متوقعة لتغير المناخ، ويؤكد أهمية اتخاذ إجراءات عالمية هادفة.

 

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: livescience

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *