فهم لغة العيون

ما هي أهمية الصلبة لأعيننا؟ سؤال يهتم به الباحثون لبعض الوقت الآن. نجح مؤخرًا فريق بحث بقيادة عالم النفس المقارن الدكتور فوهيميرو كانو في فك هذا اللغز الغامض: يساهم بياض العين بشكل حاسم في رؤية اتجاهات النظر من خلال خصائص اللون الأساسية.

عندما نتحدث إلى أشخاص آخرين، فإننا عادة ما نحافظ على التواصل البصري مع بعضنا البعض. نحن نعرف بالضبط من الذي ينظر إلى من وأي الرسائل غير المعلنة التي يعرضها الشخص باستخدام «لغة عيونهم» أو أي كائن ينظر إليه. يساعدنا هذا نحن البشر على القدرة على تحديد اتجاه نظرة الشخص الآخر بسرعة ووضوح. يقول كانو: «نحن مدينون بهذا لبياض العين. ربما يكون البشر طوروا صفة بياض العين المميزة هذه بهدف التواصل المحدد». «من خلال ذلك، من المحتمل أن يكون البشر قد طوروا أسلوبًا تواصليًا فريدًا مهمًا لأنشطتهم الاجتماعية المميزة». الباحث كانو هو قائد مجموعة صغيرة في مركز الدراسات المتقدمة للسلوك الجماعي (CASCB)، وهو قائد مجموعة امتياز في جامعة كونستانز. تعود هذه الدراسة إلى البحث الذي أجراه مع يوري كاواجوتشي وهانلينج يو في محمية كوماموتو بجامعة كيوتو.

بين الإنسان والشمبانزي، يستطيع الإنسان الإدراك بالعين البشرية بشكل أفضل من الإدراك بعين الشمبانزي

لكن كيف توصل الباحثون إلى هذه النتائج الرائدة؟ تستند النتائج إلى التجارب التي أجراها فريق بحث كانو مع البشر والشمبانزي، أقرب الأقارب للبشر. قُدّم لكلتا المجموعتين صور البشر والشمبانزي في مهام محوسبة. أثناء التجربة، كانت المهمة تمييز اتجاهات نظرات البشر والشمبانزي. على مدى عدة أشهر، عُرض على الشمبانزي صور من مناظير مختلفة لعيون كلا النوعين، اثنان مع خط مستقيم للعين، أحدهما ينظر إلى الجانب. إذا أشاروا إلى صورة العين المتحركة، سيحصلون على مكافأة. يوضح كانو أنهم «وجدوا أن كلاً من البشر والشمبانزي يميزون اتجاهات نظر العين عند البشر بشكل أفضل من تلك الخاصة بالشمبانزي، خاصة في الظروف الصعبة بصريًا».

لاحظ الباحثون أيضًا أن المشاركين من كلا النوعين يميزون اتجاهات نظرات الشمبانزي بشكل أفضل عندما تنعكس قطبية التباين في عين الشمبانزي مقارنة بالوقت الذي كانت فيه طبيعية، أي عندما كانت عين الشمبانزي ذات صلبة بيضاء تشبه الإنسان وقزحية أغمق. وبالتالي فإن البياض في الصلبة يسهل رؤية اتجاه نظرة العين حتى عبر الأنواع. يلخص كانو قائلًا: «وبالتالي، يدعم ذلك النتائج التي توصلنا إليها، ولكنه أيضًا يفتح باب النقد لفرضية إشارات التحديق».

يتمثل الجانب الجديد في الدراسة في أن الباحثين الثلاثة اختاروا تصميمًا متعدد الأنواع للمقارنة لأول مرة. قدموا في تجاربهم صورًا للعين لكل من الشمبانزي والمشاركين من البشر. بحسب كانو، من الضروري فعل ذلك للتمييز بين عدة فرضيات بديلة.

نُشر البحث في مجلة eLife.

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *