لمراتٍ عديدةٍ في الماضي، ألزم علماء الأحياء أنفسهم بفكرةٍ خاطئةٍ تتمثل في إمكانية تنظيم الحياة في سلمٍ من أدنى الكائنات الحية إلى أعلاها، وتندرج هذه الفكرة في قلب سلسلة الوجود الكبرى لأرسطو (انظر الشكل رقم1).
بالمثل، فمن السهل إساءة تفسير شجرة الأصل النسبي بأنها تشير إلى وجود كائناتٍ حيةٍ أكثر تقدماً من غيرها، بينما حقيقة شجرة الأصل النسبي لا تعني ذلك مطلقاً.
ظهر حدث انتواعٍ (نشأة أنواعٍ جديدةٍ) جديدٍ فأنتج سلالتين اثنتين في شجرة الأصل النسبيّ المبسطة للغاية (شكل رقم 2): أحدهما أدى إلى ظهور الطحالب الموجودة اليوم والآخر أدّى إلى ظهور السرخس، الصنوبر، والورد. ولقد كان لكلٍ من السلالتين مقدارٌ متساوٍ من الزمن ليتطورا منذ حدث الانتواع ذاك. لذلك، فإنه بالرغم من أن الطحالب تفرعت في وقتٍ مبكرٍ من شجرة الحياة واشتراكها في عدة مزايا مع سلف النباتات البرية جميعها، إلا أن أنواع الطحالب الحية ليست سلفاً لنباتاتٍ بريةٍ أخرى، وليست أكثر بدائيةٍ كذلك. فالطحالب هي أبناء عمومةٍ للنباتات البرية الأخرى.
لذا فإن من الأهمية أن تأخذ بالاعتبار ثلاثة أمور عند قراءة شجرة الأصل النسبي:
1- التطور يُنشئ نمطاً من العلاقات بين السلالات شبيهاً بالشجر وليس السلّم.
2- إن عادتنا في قراءة شجرة الأصل النسبيّ من اليسار إلى اليمين لا يعني أنَ هناك علاقةً تمثّل مستوى “الارتقاء”.
3- عند أيّ حدث انتواعٍ جديدٍ في شجرة الأصل النسبيّ، يكون اختيار موضع السلالات في اليمين أو في اليسار أمراً اعتباطياً، فالسلالتان التاليتان متكافئتان.
يميل علماء الأحياء غالباً إلى وضع الفرع الحيويّ الذي يُمثّل موضع اهتمامهم (سواءٌ أكانت الخفافيش، البق، أو البكتيريا) على الجانب الأيمن في شجرة الأصل النسبيّ.
المفاهيم الخاطئة حول البشر:
تم نقل المقال من مجلة السعودي العلمي بالتصرف.
اقرأ أيضًا: منهج التطور 101 – فهم شجرة الأصل النسبيّ