استطاعت دراسة أجراها باحثون على السحالي، وتماسيح النيل, وثعابين الذرة والتنانين الملتحية (السحالى الأسترالية) أن تسوّي الخلاف حول نمو أغطية الجلد التي تبدو مختلفة .
حيث يعتقد العلماء أن نمو الشعر عند الثديات والريش عند الطيور مرتبط بنتوءات بارزة على الجلد، أليست تلك النتوءات تنمو منها الحراشف عند الزواحف أيضاً!! مما قد يعني أن جميع أغطية الجلد السابق ذكرها تطورت من سلف مشترك.
ذلك بحسب التقرير الذي قدمه العلماء في ساينس أدفانسيز Science Advances ، في 24 حزيران.
هنالك طبقة جلد سميكة بارزة على شكل نتوء في بعض مناطق جسم الجنين عند الثديات والطيور، وبما أن الطيور قد تطورت من زواحف سالفة، افترض العلماء أن الزواحف الحديثة تمتلك تلك الخاصية أيضًا.
وقد لاحظ العلماء وجود بروتين مشترك يلعب دورًا مهماً في عملية نمو الشعر والريش والحراشف بحسب نتائج دراسة أجريت في (جامعة ييل Yale University) خلال العام المنصرم، الا أن عدم ملاحظتهم لوجود نتوءات جلدية قد ترك العلماء في حيرة من أمرهم، فهل اختفى هذا التركيب عند الزواحف الحديثة؟ أم أن الثديات والطيور قد طورت تلك الخاصية لاحقًا باستخدام شيفرة جينية مشتركة؟
قام العلماء بوضع فرضيات كثير ومعقدة لتفسر اشتراك الثديات والطيور بتركيب غير موجود عند الزواحف، “لكن الواقع أكثر بساطة” كما يقول (مايكل ميلينكوفيتش Michel Milinkovitch) قائد الدراسة في جامعة جنيف.
ألهمت سحلية طافرة لا تمتلك حراشف من جنس السحالي الملتحية Bearded Dragon فريق العلماء لسبر اللغز.
حيث وجد (نيكولاس دي بوي Nicolas Di-Poï) من (جامعة هلسينكي University of Helsinki) والمشارك في البحث، وجد أن جينًا لنمو الشعر يدعى EDA كان موجودًا عند تلك السحلية ولكنه معطل.
بعد ذلك قام كل من ميلينكوفيتش و دي بوي بالبحث عن إشارات جزيئية مماثلة عند أجنة زواحف طبيعية، فوجدا أن جلودها قد رُصّعت بمراكز تحمل جيناتٍ وبروتيناتٍ مرتبطة بنمو الشعر والريش، وقد كشفت صبغات خلوية خاصة عن سماكة جلدية في مراكز تلك الجزيئات.
“استعصى على العلماء سابقًا ملاحظة هذه النتوئات لأنها صغيرة جدًا وقليلة ولا تظهر في آن واحد كما عند الثديات” ميلينكوفيتش مخمنًا.
” يجب أن تبحث عنها في الوقت والمكان المناسبين، وستتفاجأ من مدى تشابهها”
من المميز أن هذه الدراسة قد استخدمت التماسيح والسحالي والثعابين، فتلك الحيوانات بعيدة كل البعد عن حيوانات المختبر النمطية، وهذا بدوره سيمنحنا نظرة جديدة على عملية التطور لن تمنحنا إياها الحيوانات الأخرى.
تكمن الخطوة التالية في فهم كيفية تمايز هذه التراكيب الثلاث المختلفة (الشعر، الريش والحراشف) من تركيب سالف مشترك.
يقول عالم الأحياء التطوري (غونتر فاغنر Günter Wagner) باحث في دراسة من جامعة ييل 2015.
:«ليس من الضروري أن يكون الجلد البدائي مغطى بالحراشف».
فعلى الرغم من أن الجلد الحرشفي قد يبدو لنا قديمًا، إلا أنه من غير الجَليّ بالنسبة لنا ماهية التركيب السالف الذي تطور منه الريش والحراشف من جهة، والشعر من جهة أخرى.
اقرأ أيضًا: التطوّر يحيد الطفرات الضارة ويخمدها
المصدر: sciencenews