من هو إنسان النياندرتال؟
درس خبير التطور البشري البروفيسور «كريس سترينغر» إنسان النياندرتال طوال مسيرته المهنية. يكشف لنا هذا المقال ما تمكن العلماء من معرفته عن نمط حياة هذا النوع من البشر الأوائل، وصفاته المميزة، وكيف كان مظهره.
يملك العلماء معرفة مفصلة عن إنسان النياندرتال أكثر من أي نوع آخر منقرض من البشر. إذ اكتُشفَت منه آلاف القطع الأثرية والحفائر، من بينها الكثير من الهياكل العظمية الكاملة.
إضافةً إلى امتلاكهم معرفة قوية عن التركيب الجيني الخاص بهذا الإنسان القديم، إذ تمكنوا حديثًا من إعادة تركيب المادة الوراثية الخاصة به اعتمادًا على ما جُمع من الحمض النووي المتبقي في الحفائر المُكتشفة.
حقائق عن إنسان النياندرتال:
- النوع: إنسان النياندرتال «هومو نياندارثالنسيس».
- زمن الوجود: من 400 ألف سنة حتى 40 ألف سنة مضت.
- مكان العيش: على امتداد قارة أوروبا وجنوب غرب ووسط قارة آسيا.
- المظهر: أنف كبير، وحافة جبهة بارزة قوية ثنائية الجانب، مع جسم قصير ممتلئ نسبيًّا.
- حجم الدماغ: بين 1,200سم³ و1,750سم³.
- الطول: بين 1.50 و 1.75 م.
- الوزن: نحو 64 – 82 كلغ.
- النظام الغذائي: اللحوم والنباتات والفطريات والمحار حال كان متاحًا.
- زمن تسمية النوع: 1864.
- معنى الاسم: الإنسان من وادي نياندر.
- النياندرتال: أقرب أقربائنا من البشر القدامى
يُعد النياندرتال بشرًا مثلنا، لكنهم ينتمون إلى نوع خاص من البشر يُسمى إنسان النياندرتال «هومو نياندارثالينسيس».
يُعد النياندرتال -إضافةً إلى مجموعة سكنت قارة آسيا آنذاك تُسمى دينيسوفانز- أقرب أقربائنا من البشر القدامى. تقترح الأدلة العلمية اشتراك النوعين مع الإنسان الحديث بجد مشترك.
تقترح الأدلة الحديثة من الحفائر والمادة الوراثية أن نسل النياندرتال والإنسان الحديث انفصل قبل نحو 500 ألف سنة. تقترح المعايرة الوراثية أن هذا الانفصال حدث قبل نحو 650 ألف سنة.
يثير هذا التناقض التاريخي والمعالم التشريحية للحفائر شكوك العلماء حول حقيقة الجد المشترك الأخير بين الإنسان الحديث والنياندرتال، هل كان إنسان هايدلبرجينسيس، أم إنسان أنتيسيزور، أم نوع آخر من الإنسان القديم؟
عاش النياندرتال إلى جانب الإنسان الحديث البدائي فترةً من الزمن، حتى أن بعض اللقاءات الحميمة حدثت بينهما، ونتيجة لذلك ورث بعضنا نحو 2% من المادة الوراثية للنياندرتال.
متى عاش إنسان النياندرتال ؟
يملك النياندرتال تاريخًا تطوريًّا طويلًا. تعود أقدم حفرية مكتشفة لإنسان شبيه بـالنياندرتال إلى نحو 430 ألف سنة. أما أفضل الحفائر المكتشفة فتعود إلى الفترة قبل 130 ألف إلى 40 ألف سنة، بعد ذلك اختفت آثارهم من الوجود.
أين عاش إنسان النياندرتال؟
تطور النياندرتال في أوروبا وآسيا، في حين تطور الإنسان الحديث في إفريقيا.
يظن العلماء أن سيطرة النياندرتال كانت راسخة على أوروبا قبل نحو 400 ألف سنة، اعتمادًا على الحفائر المكتشفة في منطقتي سيما دو لو هوس شمال إسبانيا وسوانكومب في مدينة كنت في إنكلترا.
انتشر إنسان النياندرتال انتشارًا واسعًا في أوراسيا، فساد من البرتغال وويلز غربًا حتى جبال ألتاي في سيبيريا شرقًا.
تميز إنسان النياندرتال بقدرته على التأقلم، إذ تمكن من العيش في السهول الباردة في إنكلترا وسيبيريا قبل نحو 60 ألف سنة، وتأقلم أيضًا في الغابات الدافئة في إسبانيا وإيطاليا قبل نحو 120 ألف سنة.
كيف كان يبدو إنسان النياندرتال ؟
امتلك النياندرتال جمجمة مستطيلة مسطحة، مقارنةً بالجمجمة الكروية للإنسان الحديث، مع حافة جبهة مميزة بارزة فوق العينين.
للنياندرتال أيضًا وجه مميز، إذ يبرز الجزء الأوسط من الوجه نحو الأمام ويحتله أنف واسع كبير. يظن بعض العلماء أن هذه الصفات كانت للتأقلم مع العيش في البيئات الباردة والجافة. إذ يعمل الجوف الداخلي الواسع للأنف على ترطيب الهواء وتدفئته.
أما الأسنان الأمامية فكانت كبيرة، ويشير ما عليها من خدوش إلى استخدامها المتكرر بمثابة يد ثالثة في أثناء تحضير الطعام وغير ذلك من الأعمال. لكن لم يملك النياندرتال على عكس الإنسان الحديث ذقنًا واضحة.
امتلك النياندرتال جسدًا عضليًا قويًا، ووركين وكتفين واسعتين. بلغ طول الشخص البالغ نحو 1.50 – 1.75 مترًا، والوزن نحو 64 – 82 كيلوغرامًا. تناقص طول النياندرتال مع الزمن، إذ كان النياندرتال الأقدم أطول وسطيًا مقارنةً بالأحدث، لكن ظل الوزن ثابتًا تقريبًا.
كان جسدهم الممتلئ القصير متكيفًا مع البيئة الباردة التي عاشوا فيها. إذ إن أبعاد الجسم المتمثلة في الجذع العريض والسيقان والأذرع القصيرة تقلص مساحة سطح الجلد لديهم، ما سمح لهم بالحفاظ على حرارة أجسادهم في ظل الأجواء الباردة.
يرى بعض الباحثين أن هذا الجسد المميز للنياندرتال أعطاهم قوة كبيرة في أذرعهم وسيقانهم لعمل المصايد قصيرة المدى في أثناء الصيد.
اقرأ أيضًا:
هل كان إنسان النياندرتال ذكيًا؟ وما سبب انقراضه؟
ترجمة: يونس الجنيدي
تدقيق: نغم رابي
مراجعة: أكرم محيي الدين
المصدر: Natural History Museum