يبلغ طول فانجي واتشيريا 6.5 قدمًا (2 مترًا)، وقبل أكثر من 300 مليون سنة، كان المفترس الرئيسي في المجاري التي تحولت إلى بحيرات في الغرب الأوسط الأمريكي.
وفقًا لعلماء الدراسة، قد يكون هذا الحيوان آكل اللحوم الذي يبلغ طوله 6 أقدام (1.8 مترًا)، والذي عاش في بحيرات ما يعرف الآن بالغرب الأوسط الأمريكي من أكبر الحيوانات المفترسة في نظامه البيئي للمياه العذبة، ويُعتبر تي-ركس عصره الذي نما بسرعة.
عاش هذا المفترس، وهو من الفقاريات ذات الأرجل الأربعة المبكرة والمعروفة باسم رباعيات الأرجل، منذ حوالي 328 مليون سنة خلال الفترة الكربونية المبكرة. اسمه واتشيرا دلتا «Whatcheeria deltae»، على اسم بلدة واتشيرا في أيوا، حيث عثر العلماء على العديد من حفرياته. كان يعيش في وقت كانت فيه المنطقة مليئة بالنباتات وتنتشر فيها المجاري التي تحولت إلى بحيرات. كان يستطيع التربص في هذه البحيرات، فقد وصل طوله إلى 6.5 قدم (مترين) وكان يشبه السمندر الضخم ذي الأسنان.
قال بن أوتو، مرشح الدكتوراه في متحف شيكاغو الميداني وجامعة شيكاغو وواحد من مؤلفي دراسة جديدة عن واتشيرا دلتا نُشرت في 28 نوفمبر في مجلة Communications Biology.
كان أوتو يدرس مجموعة المتحف الميداني المكونة من 375 عينة من واتشيرا دلتا، وبعض شظايا العظام وبعض الهياكل العظمية شبه المكتملة، عندما لاحظوا أن عظام أطراف الحيوان جاءت بأحجام مختلفة. لم تكن الاختلافات في الحجم مبنية على وقت ومكان العثور على الحفريات، لذلك أدرك أوتو أنهم كانوا ينظرون إلى عظام من حيوانات من مختلف الأعمار. يبلغ طول عظام الأطراف الأصغر حوالي 4 بوصات (10 سم)، بينما يبلغ طول أكبرها 2.6 قدم (0.8 م).
وهذا يعني أنه أُتيحت الفرصة لأوتو وزملائه لدراسة كيفية نمو واتشيرا دلتا. كانت رباعيات الأرجل المبكرة مثل الواتشيرا مرتبطة بالزواحف الحديثة والبرمائيات والثدييات ولكنها كانت في سلالة تطورية مختلفة عن سلف تلك المجموعات الثلاثة. تميل الطيور والثدييات الحديثة إلى النمو بسرعة في شبابها ثم تتوقف عن النمو، بينما تميل الزواحف إلى النمو بسرعة في البداية ثم تستمر في النمو، ولكن ببطء أكبر. وفي الوقت نفسه، تنمو بعض البرمائيات بمعدل بطيء وثابت طوال حياتهم. لم يُعرف الكثير عن كيفية نمو رباعيات الأرجل في وقت مبكر.
من خلال دراسة حلقات النمو في العظام، وجد الفريق أن الواتشيرا دلتا تكبر بسرعة ثم تتباطأ إلى معدل نمو أقل ولكن ثابت. قال أوتو إن جميع العينات التسعة التي درسوها كانت من الأحداث الأكبر سنًا والشباب، لذلك يبدو أن الحيوانات قد تجمعت إلى حوالي 3.3 قدم (1 متر) في الطول مع اقترابها من النضج الجنسي ثم نمت بشكل أبطأ في مرحلة البلوغ اللاحقة.
قال أوتو: «لديك هذا الحيوان الذي يتسابق للوصول إلى سن الإنجاب للوصول إلى حجم لائق سريعًا؛ لأن أفضل طريقة لإخراج نفسك من مجموعة الفرائس هي أن تكبر».
وأضاف أوتو أنه كان من المدهش رؤية هذا النمط عند رباعيات الأرجل المبكرة هذه، لأن العلماء توقعوا أن يكون النمو المبكر السريع مرتبطًا بنمط حياة أرضي ويقتصر على الثدييات والطيور والزواحف ذات الأيض الأعلى من تلك الموجودة في رباعيات الأرجل المبكرة.
قال أوتو: «كان العثور على نمو سريع في حيوان قديم وبدائي مثل الواتشيرا أمرًا غير متوقع حقًا».
إن الأنواع الأخرى من رباعيات الأرجل من هذه الحقبة نمت بشكل أبطأ وأكثر ثباتًا، لذلك من الواضح أن هذه الحيوانات ذات الأرجل الأربعة المبكرة كانت تحاول اتخاذ عدد من المسارات التطورية المختلفة لتحقيق النجاح.
قال أوتو: «امتلكت رباعيات الأرجل المبكرة، حتى تلك البعيدة عن أصل السلالات الحية الحديثة أكثر بكثير مما كنا نظن».
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: livescience