من المحتمل أنه سار على أصابع قدميه الرشيقة وأكل الحشرات.
منذ أكثر من قرن مضى، اكتشف الباحثون بقايا زاحف قديم صغير من داخل رقعة من الحجر الرملي في شمال شرق اسكتلندا. اختفى معظم هيكله العظمي منذ فترة طويلة، لكن العلماء أعادوا مؤخرًا بناء الحيوان لأول مرة، وحددوه على أنه سلف الزواحف من التيروصورات، أول الزواحف التي حلقت بقوة.
على مدى عقود، ناقش علماء الأحافير بالضبط كيفية تصنيف هذه العينة التي يبلغ طولها 7 بوصات (20 سم) من العصر الترياسي (252 مليون إلى 201 مليون سنة)، والتي وُصفت لأول مرة في عام 1907 وأطلق عليها اسم سكليروموكلوس تايلوري Scleromochlus taylori. في دراسة جديدة نُشرت يوم الأربعاء (5 أكتوبر) في مجلة Nature، وضع العلماء أخيرًا الأمور في نصابها، ووضعوها في مجموعة تضم التيروصورات بالإضافة إلى الزواحف المبكرة الأخرى.
باستخدام التصوير المقطعي المحوسب صمم فريق من العلماء من جامعة برمنغهام في إنجلترا وفيرجينيا تك رقميًا أول إعادة بناء كاملة للهيكل العظمي للتايلوري، على الرغم من أن بعض عظامه كانت مفقودة، لكنه حافظ على انطباع الهيكل العظمي للحيوان في الصخر. قدم هذا بعض القرائن حول الشكل الذي قد يبدو عليه الحيوان، ولكن كان من الصعب مع ذلك تصنيف العينة.
قال كبير مؤلفي الدراسة دافيد فوفا، باحث مشارك في المتاحف الوطنية في اسكتلندا وزميل باحث في جامعة برمنغهام: «كانت هناك نقاشات مستمرة حول المكان المناسب لشجرة تطوره. يعتقد العلماء أنه قريب من التيروصورات أو الديناصورات، أو الزواحف مثل التمساحيات، من بين أشياء أخرى كثيرة. ومع ذلك، أظهرت عمليات المسح تفاصيل دقيقة غير متوفرة في الدراسات السابقة».
تضمنت تلك التفاصيل صورة أفضل لعظم الفخذ والفك العلوي للحيوان. قبل أن تصبح النمذجة الرقمية متاحة، كان العلماء يستخدمون الطين أو مواد أخرى قابلة للطرق لإنشاء قالب من الأحافير الدقيقة. ومع ذلك، كانت بعض أجزاء هذه العينة صغيرة جدًا أو ضيقة ولا تعطي انطباعًا مناسبًا.
قال فوفا: «إن عملية الحفظ غريبة للغاية لأن بعض العظام جرفت تمامًا، وما تبقى لدينا هو كتلة من الحجر الرملي مع انطباع عن مكان وجود العظام في السابق. لقد درسناها كثيرًا، لكن المشكلة تكمن في أننا لم نتمكن من الوصول إلى جميع التجاويف الموجودة في الانطباع ومعرفة أين كانت بعض العظام متصلة».
قال فوفا أن كتلة الحجر الرملي كانت بمثابة «قالب طبيعي» للعينة، على الرغم من أنها قدمت صورة غير كاملة عن مظهر المخلوق القديم.
قال فوفا: «بوجود انطباعَين، نفقد الاتجاه ثلاثي الأبعاد، وتنقسم بعض العظام بين الكتلتين. كان من الصعب فهم شكل وحجم وأبعاد العينة، وقد استحوذت الانطباعات على جزء منها فقط».
قال فوفا: «بمجرد أن وضعناها، أظهرت تفاصيل أخرى أن السكليروموكلوس كان مشابهًا، ولكنه ليس سلفًا مباشرًا [سواء للديناصورات أو التيروصورات] وأنه من الناحية التشريحية يشبه الزاحفات الأرنبية (فصيلة منقرضة من أشباه الديناصورات تتبع مشطيات القدم الطيرية) أكثر من التيروصورات».
وخلص الباحثون أيضًا إلى أن التايلوري على الأرجح أكل حشرات صغيرة ووقف على أصابع قدمه الرشيقة ولكن كان لديه القدرة على المشي على أربع أصابع عند الضرورة، وأن وضعه كان مختلفًا عن وضع الضفادع والسحالي، التي عادة ما يكون لها وضعية مترامية الأطراف وتتحرك مع جميع الأطراف الأربعة الملامسة للأرض.
ومع ذلك، تدعم الدراسة فكرة أن الزواحف الطائرة الأولى تطورت من الزواحف القديمة الصغيرة مثل التايلوري.
أدى ذلك إلى استنتاج أن التايلوري على الأرجح تنتمي إلى مجموعة التيروساورومورفا Pterosauromorpha (أشكال تشبه التيروصورات)، والتي تشمل التيروصورات (أول الحيوانات التي لديها عظام تطورت بقوة الطيران) والزاحفات الأرنبية، وهي زواحف ذات قدمين بحجم قطة أو كلب صغير حسب الدراسة. أفاد الباحثون أن التايلوري كان زاحفًا أرنبيًا سبق التيروصورات ولم يكن سلفًا مباشرًا للزواحف الطائرة، على الرغم من أن «التيروصورات تطورت من زواحف صغيرة تعيش على الأرض وسريعة الحركة»، والتي ربما تشبه السكليروموكلوس.
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: livescience