تكشف الحفريات أن عمر قردة الجبون في آسيا قد تصل إلى 8 ملايين سنة
يثير جزء من الفك العلوي و7 أسنان معزولة أسئلة حول سن قرد قد يكون عمره أقدم مما توقعنا في الهند
تتأرجح القرود صغيرة الجسم طويلة الأذرع التي تسمى الجبون بسرعة عبر الأشجار، متجاوزة بكثير محاولات العلماء لفك رموز قصة تطور هذه المخلوقات.
حاليًا، عُثر على جزء من فك علوي وسبعة أسنان معزولة بالقرب من قرية في جنوب غرب الصين، عززت هذه الأحافير فكرة أن أقدم جيبون معروف كان موجودًا هناك منذ حوالي 7 ملايين إلى 8 ملايين سنة، حسبما أفاد باحثون في مجلة أكتوبر للتطور البشري.
عثر العلماء على هذه الحفريات، بالإضافة إلى 14 سنًا في نفس الموقع وموقع قريب، تنتمي إلى نوع من أنواع الجبونات القديم (الهيلوباتيدات) يسمى يوانموبيثكوس شاويوان (Yuanmoupithecus xiaoyuan)، بحسب عالم الإنسان القديم جيبونغ جي من متحف كونمينغ للتاريخ الطبيعي لعلم الحيوان في الصين وزملاؤه. الهيلوباتيدات هي عائلة من القردة تضم حوالي 20 نوعًا من الجبونات الحية والجبون أسود الفراء يسمى سيامانغ (siamang)، والذي يسكن الغابات الاستوائية من شمال شرق الهند إلى إندونيسيا.
افترض جي وفريقه أن الشاويوان كان جبونًا قديمًا بحسب بيان لهم نُشر في عام 2006. لكنهم كانوا بحاجة إلى حفريات إضافية للتحقق من هذا الشك.
تحتوي قطعة الفك العلوي المكتشفة حديثًا، التي عثر عليها قروي محلي وأعطاها لجي خلال العمل الميداني منذ حوالي عقد من الزمان على أربعة أسنان، بما في ذلك ضرس بازغ جزئيًا ساعد الباحثين على تحديد العمر على أنه رضيع مات قبل بلوغه سن الثانية.
حددت المقارنات مع القردة الحديثة وحفريات الرئيسيات القديمة الشاويوان على أنه أقدم الجبونات المعروفة وشككت بتقرير نُشر منذ عامين مفاده العثور على ضرس يبلغ عمره 13 مليون عام في شمال الهند لأحد الهيلوباتيدات. يقول العلماء إن الحفرية الموجودة في الهند، والتي تنتمي إلى نوع يُدعى كابي راغناغارينسيس (Kapi ragnagarensis)، تمثل مجموعة منقرضة من رئيسيات جنوب آسيا، لم تكن مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقردة الجبون الحالية.
أشارت تحليلات الحمض النووي السابقة للقرود الحية إلى أن الهيلوباتيدات تباعدت عن القردة الأخرى في إفريقيا بين 22 مليون و17 مليون سنة مضت. يقول عالم الحفريات البشرية والمؤلف المشارك في الدراسة تيري هاريسون من جامعة نيويورك إن وصول أسلاف الجبون إلى أوراسيا كان لغزًا. توجد فجوة في السجل الأحفوري تبلغ حوالي 10 ملايين سنة بين الوقت المقدر عندما ظهرت الهيلوباتيدات في إفريقيا أو بالقرب منها وبين ظهور الشاويوان في آسيا.
تشير الأدلة الجينية أيضًا إلى أن أنواع الجبون تشترك اليوم في سلف مشترك منذ حوالي 8 ملايين سنة، عندما كان الشاويوان على قيد الحياة. يقول هاريسون «قد يكون ذلك الشاويوان هو سلف جميع أنواع الجبونات اللاحقة». إذا لم يكن الأمر كذلك، يعتقد هاريسون أن الشاويوان كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بأسلاف الجبونات الحديثة.
يقول فريق جي إن النتوءات والانخفاضات على أسطح المضغ وميزات الأسنان والفك الأخرى للشاويوان تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة عند قردة الجبون الحالية. يقترح الباحثون أن بعض سمات الأنواع الأحفورية كانت سلائف لسمات مختلفة قليلاً في الجبونات الحديثة.
بناءً على الأحجام المولية، قدروا أن الشاويوان كان يزن حوالي ستة كيلوغرامات، على غرار قردة الجبون اليوم. بحسب هاريسون، يشير الهيكل المولي إلى أن الشاويوان ركزوا على تناول الفاكهة، مثل معظم أنواع قردة الجبون اليوم.
بحسب ديفيد ألبا، عالم الأنثروبولوجيا القديمة من معهد Català de Paleontologia Miquel Crusafont في برشلونة، يبين عمل جي وفريقه بأن الشاويوان هو من الهيلوباتيدات بشكل واضح.
ويتابع ألبا الذي لم يشارك في هذه الدراسة، إن الوضع التطوري للراغناغارينسيس لا يزال غير واضح؛ بسبب العثور على سن واحدة فقط من هذا النوع.
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: sciencenews