تراجع أعداد «أسماك شينوك» التي تتغذى عليها الحيتان بشكل أساسي يمثل تحديًا كبيرًا لجهود الحفاظ عليها
حذرت دراسة حديثة من أن حيتان الأوركا القاتلة التي تعيش جنوب “إقليم الشمال الغربي الهادئ” تواجه خطر الانقراض بسبب نقص “أسماك شينوك“، التي تُعد من أكبر أسماك السلمون حجمًا.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها دورية “بلوس ون” (PLOS ONE) أن “أسماك شينوك” تمثل الغذاء الأساسي والمفضل لتلك الحيتان القاتلة على مدار العام، ما يستوجب العمل على حمايتها والحفاظ عليها.
يقول برادلي هانسون –الباحث في مراكز علوم مصايد الأسماك الشمالية الغربية فى الولايات المتحدة الأمريكية، والباحث الرئيسي في الدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: حيتان الأوركا القاتلة الموجودة جنوب إقليم الشمال الغربي الهادئ (إقليم جغرافي يقع غرب أمريكا الشمالية، ويضم ولايتي واشنطن وأوريجون ومقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية) مهددة بالانقراض بسبب قلة عدد الفرائس التي تحتاج الحيتان إلى التهامها، ما يستوجب أن يكون هناك فهم واضح للنظام الغذائي الموسمي لتلك الحيتان، التي يجب أن تحظى بأهمية قصوى للحفاظ عليها؛ إذ تعتمد جهود حفظ الأنواع المهددة بالانقراض على التعرف على برنامجها الغذائي ورصد التغيرات التي قد تطرأ عليه خلال شهور السنة.
يضيف “هانسون”: ركزت الأطروحات السابقة على دراسة البرنامج الغذائي للحيتان القاتلة خلال فصل الصيف؛ إذ يعتمد النظام الغذائي للحيتان التي تعيش في تلك المنطقة بشكل أساسى على أسماك شينوك، بالرغم من ندرة هذا النوع من أسماك السلمون مقارنةً ببعض الأنواع الأخرى، لكن المعلومات المتوافرة بخصوص الأنماط الغذائية للحيتان القاتلة المقيمة في تلك المنطقة تبدو شحيحةً خلال باقي فصول السنة، وتهدف الدراسة الجديدة إلى سد هذه الفجوة بغرض الحفاظ على حيتان الأوركا القاتلة التي شهدت انخفاضًا كبيرًا في أعدادها خلال العقدين السابقين.
وبالرغم من أن الحيتان القاتلة الموجودة جنوب “إقليم الشمال الغربي الهادئ” زادت تدريجيًّا منذ منتصف التسعينيات، إلا أنها عانت انخفاضًا في عام 2011 بلغت نسبته 20%، ما جعلها على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة، وتُعد حيتان الأوركا القاتلة الموجودة في تلك المنطقة نموذجًا واضحًا للحيوانات المفترسة المهددة بالانقراض بسبب نقص فرائسها؛ إذ إن معظم تجمعات السلمون من طراز شينوك على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة هي الأخرى معرضة للخطر بسب صيدها لأغراض تجارية وترفيهية وقَبَلية، ما يجعل من استعادة الحيتان (المفترسة) والأسماك (الفريسة) في الوقت نفسه تحديًا إداريًّا كبيرًا، وفق “هانسون”.
من أجل التوصل إلى ذلك، جمع فريق البحث بقايا من صيد الفرائس (قشور الأسماك و/أو أجزاء من الأنسجة) وعينات من براز الحيتان القاتلة من خلال الجهود الميدانية المخصصة بين أكتوبر ومايو من عام 2004 حتى عام 2017 في كلٍّ من بحر “ساليش” ومياه “الساحل الخارجي”.
يقول “هانسون”: تم جمع العينات باستخدام قوارب صغيرة كان يتم نشرها يوميًّا اعتمادًا على متغيرَين هما “التوقيت” و”الموقع”، وتم تصوير الحيتان الموجودة في أثناء أخذ العينات وتحديدها كأفراد وكمجموعات، ما يتيح تقديم النتائج لكل مجموعة على حدة، إذ تحتل هذه التجمعات نطاقات مختلفة، وبالتالي يمكن أن تستهلك فرائس مختلفة، وتم استخدام علم الوراثة لتحديد الفريسة والمخزون منها وفحص عينات براز الحيتان القاتلة لتمييز نظامها الغذائي خلال فصول الخريف والشتاء والربيع، وليس الصيف فقط.
وتوصل الباحثون إلى أن أسماك شينوك تُعد فريسةً أساسيةً تقتات عليها الحيتان على مدار العام، إذ تشكل فى المتوسط حوالي 50٪ من نظام الحيتان الغذائي في الخريف، وما بين 70-80٪ في منتصف الشتاء/أوائل الربيع، ونحو 100٪ في الربيع، كما قدمت أنواع السلمون الأخرى والأسماك غير السلمونية إسهامات غذائية لهذه الأسماك المفترسة.
يشير تعدد الأنواع الغذائية -المرتفع نسبيًّا في الشتاء- إلى نقص محتمل في أسماك شينوك، قد يكون ذلك بسبب الكثافة الموسمية المنخفضة لهذه الفرائس، بناءً على ميل الحيتان إلى استهلاك هذا النوع بشكل انتقائي في مواسم أخرى.
يقول “هانسون”: يمكن أن تمثل زيادة مخزون أسماك شينوك التي تعيش في المناطق التي تقطنها الحيتان فى الشتاء إستراتيجيةً فعالةً للحفاظ على حيتان الأوركا القاتلة.
تم نقل المقال من Scientific American بالتصرف.
اقرأ أيضًا: صحراء شبه الجزيرة العربية قادت هجرة الثدييات إلى أفريقيا