يعتقد العلماء أن هذا الديناصور (موسوروس باتاجونيكس) زحف قبل أن يمشي!

إنه لأمر غريب كما يوحي العنوان، إذ يعد تعلم الزحف قبل تعلم المشي سمة غير شائعة بين الحيوانات. بجانب الإنسان، أنواع قليلة من الديناصورات تعلمت الزحف مثله، واكتشف العلماء الآن مرشحًا جديدًا. الديناصور المثير للتساؤل هو من جنس الصوروبودات ويُدعى (موسوروس باتاجونيكس – Mussaurus patagonicus) (من فصيلة السحليات القارضة)، عاش قبل حوالي 200 مليون سنة، في ما يعرف الآن بالأرجنتين. تقترح دراسة جديدة إلى أن طريقة نموه في السنوات القليلة الأولى من عمره قد مرت بتطور دراماتيكي أدى إلى تغير في الطريقة التي يتحرك بها جسمه.

تستند النتائج إلى عمليات محاكاة ثلاثية الأبعاد ناتجة من بقايا حفريات، والتي تُصور ثلاث مراحل رئيسية من حياة الديناصور (الفقس، عمر السنة الواحدة، والديناصور البالغ) والتي مكّنت الباحثين من معرفة مكان مركز كتلة الجسم على مدى حياة الديناصور.

يقول (أندرو كوف) عالم الحفريات بجامعة لندن: “لقد ناضلنا من أجل العثور على أي حيوانات أخرى بخلاف البشر يمرون بهذا الانتقال، يعتبر العثور عليه في السجل الأحفوري أمرًا استثنائيًا للغاية”.

يتسع طفل (موسوروس باتاجونيكس) داخل راحة يدك، ويزن حوالي 60 جرامًا (2.1 أونصة). يقول العلماء أن الحيوان يملك رأسًا وعنقًا كبيرين نسبيًا في هذه المرحلة، وساعدين متطورين جدًا يستعملهما للتحرك على قوائمه الأربع. ومع ازدياد حجمه وطول ذيله، ينتقل مركز ثقل الديناصور إلى منطقة الحوض، ما يمكنه من الوقوف على قدميه.

في مرحلة البلوغ، يصبح طول موسوروس باتاجونيكس ستة أمتار (حوالي 20 قدمًا)، ويزن أكثر من 1000 كيلو جرام (أكثر من 2200 رطل).

يقول عالم الحفريات والباحث الرئيسي (ألياندرو أوتيرو) من متحف (لا بلاتا) في الأرجنتين لمجلة (ناشيونال جيوغرافيك): “لا نعرف ما إذا كان هذا النمط ينطبق على جميع أنواع (الصوروبوديات)؛ لكن حقيقة أن هذه الديناصورات حوّلت تحركاتها بطريقة تشبه البشر رائعة إلى حد بعيد”.

غالبًا ما يكون الوصول إلى حفريات لعدة مراحل من حياة الديناصورات أمرًا نادرًا، إذ استغرق الأمر 50 عامًا لتجميع مجموعة حفريات لديناصور (موسوروس باتاجونيكس)، لذا فإنه من الصعب تحديد عدد الديناصورات التي كانت تقوم بالزحف قبل أن تمشي. كما أنه من النادر العثور على أحافير في مرحلة الفقس بسبب صغر حجمها.

يشير الباحثون أيضًا إلى أن طول الذيل والرقبة هو الأكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بمعرفة ما إذا كانت الديناصورات قد سارت في وضع مستقيم -ربما أكثر أهمية من التوازن بين الأطراف الخلفية وطول الأطراف الأمامية- والذي استخدمه الخبراء كدليل قبل ذلك.

معظم الصوروبوديات طويلة العنق لم تصل إلى مرحلة المشي منتصبة، وسوف تمشي على أطرافها الأربع لتستطيع دعم جسمها. ويُعتقد أن هناك بعض الاستثناءات مثل ديناصورات (ماياصورا – Maiasaura) و (إغوانادون – Iguanodon) و (السيتاكوساورس – Psittacosaurus) و(درايوصور – Dryosaurus) و(ماسوسبوندايلس – Massospondylus).

بفضل السجل الأحفوري الواسع الذي نمتلكه الآن لديناصور موسوروس باتاجونيكس، وخلال الخمسين عامًا التي استغرقها لجمعه، أصبحنا أقرب بكثير إلى فهم حياته.

يقول أحد أعضاء الفريق (جون هاتشينسون – John Hutchinson) من جامعة لندن لمجلة ناشيونال جيوغرافيك: “هناك عدد قليل من الديناصورات التي نمتلك لها سجلًا لدورة الحياة من البيض والأطفال إلى البالغين، وأصبح ديناصور موسوروس باتاجونيكس واحدًا من هؤلاء، ما يثير بعض التساؤلات الجديدة التي لم تكن ممكنة قبل 20 عامًا”.

اقرأ أيضًا:

قلوب بعض الحيوانات يمكن أن تتأقلم من أجل العيش دون أكسجين، والعلماء مهتمون

المصدر: sciencealert

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *