إذا ما قررت أن تقارن عظام الشمبانزى مع عظام الإنسان المعاصر، ستجد اختلاف فى غاية الأهمية يظهر أمامك. على عكس عظام الإنسان، تتميز عظام الشمبانزى بأنها مُكثفة بشدة ومكتظة بتراكيب ميكروسكوبية تُسمى” عظام اسفنجية “spongy bone (تتكون تلك العظام من الكولاجين و تتميز بمساحة سطح كبيرة مما يجعلها مثالية فى النشاط الأيضي وتبادل المواد المغذية والايونات ،وتتمثل الوحدة الوظيفية المكونة لها فى ال trabeculae التى توفر الدعامة للعظام)،بينما الافتقار النسبي لتلك الكثافة لدى الإنسان يَجعل عظامه أكثر عُرضة للكسر ومرض هشاشة العظام osteoporosis.
أن يكون هيكلنا العظمي ضعيف، هل يبدو لك أن هذه استراتيجية عظيمة ضمنها لك التطور ، أما أن هُناك تفسير لتلك الإشكالية ؟!
لإيجاد مفتاح لحل تلك المعضلة، نُشرت ورقتين فى مجلة the Proceeding of National Academy of Science :
فى الأولى ، قام الباحثون بمقارنة الهيكل العظمي للشمبانزي المعاصر ،و سلف الإنسان Australopithecus africanus ، والنياندرتال ، early homo sapiens، والإنسان المُعاصر .
وكانت النتيجة أنهم وجدوا أن Australopithecus والنياندرتال والشمبانزى وحتى أجداد الإنسان المعاصر Homo sapiens لديها كثافة أعلى من العظام الاسفنحية أكثر من الإنسان الحالي.
ومن ثم استنتجوا أن القوة المُحركة وراء هذا التغير هو أسلوب الحياة المعاصر من عدم الحركة والجلوس الكثير فى المكاتب حيث ليس هناك داعى لمطاردة الفريسة أو البحث عن المؤن والطعام وبالتالى قلة التمارين المُقويّة للعظم.
أما في الورقة الثانية _والتى جاءت تدعيمًا للفرضية التى استُنتجت سابقًا _ قاموا بمقارنة كثافة ال spongy bone فى مفاصل الورك لدى الرئيسيات من غير البشر ، والقدماء من المطاردين وجامعى الثمار والفلاحين ..
وجدوا أن الكثافة من العظام الاسفجية فى مفاصل الورك لدى haunter-gatherers المطاردين وجامعي الثمار مثل تلك لدى القردة العُليا Apes بينما تقل كثافته لدى الفلاحين القدامى.
وبذلك اختتم الباحثون الاشكالية باستنتاج إن نقص التمارين الشديدة التى كانت لأسلافنا بعيدًا عن أي ضغط تطوري هو المبرر لعظام الإنسان المعاصر الضعيفة ، لذلك إذا كنت ترغب بهيكل عظمي قوي عليك بالتمرن كالHaunter gatherer.
ترجمة : أبانوب صدقي