يقول الدكتور علي رضا زماني من جامعة توركو، الذي قاد الدراسة المنشورة في مجلة زوكيز (ZooKeys): «استناداً إلى كل من البيانات الشكلية والجزيئية، كانت هذه الأنواع مميزة جداً عن أقرب أقاربها لدرجة أننا اضطررنا إلى إنشاء جنس جديد تماماً لتصنيفها، وقد أطلقنا عليه اسم Satyrex»».
يجمع اسم الجنس بين «ساتير» (المخلوق نصف إنسان ونصف حيوان من الأساطير الإغريقية المعروف بأعضائه التناسلية الضخمة)، وكلمة rēx اللاتينية التي تعني «ملك».
لكن لماذا «ملك» ولماذا «ساتير»؟ يوضح د. زماني: «تملك ذكور هذه العناكب أطول اللوامس (palps) بين جميع الرتيلاءات المعروفة». اللوامس هي زوائد متخصصة يستخدمها الذكر لنقل النطاف أثناء التزاوج.
يمكن أن يصل طول لامس الذكر إلى 5 سم في نوع Satyrex ferox، وهو الأكبر في هذا الجنس ويبلغ طول امتداد أرجله نحو 14 سم، أي ما يقارب أربعة أضعاف طول الجزء الأمامي من جسمه، وما يعادل تقريباً طول أطول أرجله.
أما اسم ferox فيعني «المتوحش» أو «الشرس»، وهو وصف مناسب، إذ يضيف د. زماني:
«هذا النوع شديد الدفاعية، فعند تعرضه لأدنى مستويات الإزعاج يرفع أرجله الأمامية في وضعية تهديد ويصدر صوت فحيح مرتفع من خلال احتكاك شعيرات متخصصة على الحلقات القاعدية للأرجل الأمامية ببعضها».
وقد افترض الباحثون مبدئياً أن طول اللوامس قد يتيح للذكر إبقاء مسافة أكثر أماناً أثناء التزاوج، مما يساعده على تجنّب هجوم الأنثى العدائية التي قد تفتك به وتلتهمه
أما بالنسبة للأنواع الأخرى في هذه المجموعة، فقد أطلق الباحثون اسم S. arabicus و S. somalicus تيمّناً بمناطق نشأتها، بينما حصل S. speciosus على اسمه بسبب ألوانه الزاهية والجميلة.
ويشمل هذا الجنس أيضاً نوعاً أقدم هو S. longimanus، الذي وُصف لأول مرة في اليمن عام 1903 وكان مُصنّفاً سابقاً في جنس مختلف.
يوضح الدكتور زماني: «رغم أن Satyrex longimanus يمتلك أيضاً لامساً طويلاً، إلا أنه كان يُصنّف سابقاً ضمن جنس Monocentropus، حيث يبلغ طول لامس الذكر هناك نحو 1.6 مرة من طول الصفيحة الظهرية (carapace)، وهو ما يندرج ضمن النطاق الشائع لدى الرتيلاءات (1.5–2 مرة). لكن اللوامس الأطول بكثير عند S. longimanus والأنواع الأربعة المكتشفة حديثاً كانت من السمات الرئيسية التي دفعتنا إلى إنشاء جنس جديد لهذه العناكب بدلاً من وضعها في Monocentropus. لذا نعم، على الأقل في تصنيف الرتيلاءات، يبدو أن الحجم مهم حقاً».
ويُذكر أن جميع أعضاء هذا الجنس حفّارة (fossorial)، أي أنها تعيش تحت الأرض، في جحور عند قاعدة الشجيرات أو بين الصخور.
ترجمة علاء شاهين
