الطريق إلى الغذاء يمر عبر العين لماذا ترى بعض الأسماك أفضل؟

دراسة تكشف أن أسماك الروش المهاجرة تمتلك حدة بصر أعلى

أظهرت دراسة واسعة من جامعة لوند في السويد أن أسماك الروش التي تهاجر بين البحيرات والمجاري المائية تمتلك حدقات أكبر وبصرًا أكثر حدة مقارنةً بتلك التي تبقى في مكان واحد. وقد ساعد هذا التكيف أسماك المياه العذبة ذات العيون الحمراء على العثور على الغذاء في المياه العكرة بسهولة أكبر.

نُشرت هذه الدراسة في مجلة «Journal of Animal Ecology».

تشكل عيون الحيوانات، تمامًا كما في البشر، نافذة إلى العالم. وتتحكم حدة البصر بسلوكيات مهمة، مثل البحث عن الطعام وتفادي المفترسات. من أجل دراسة كيف تؤثر التحديات المرتبطة بالهجرة على شكل العين ووظيفتها، اختار فريق بحثي من جامعة لوند دراسة سمك الروش.

يُعد الروش من الأنواع الشائعة في المياه العذبة في أوروبا، ويمارس نمطًا يُعرف بالهجرة الجزئية، أي أن جزءًا فقط من الجماعة يهاجر من البحيرات إلى المجاري المائية المتصلة خلال الشتاء، في حين تبقى بقية الأفراد في نفس البيئة طوال العام.

يقول كاي هولتين، الباحث في علم الأحياء في جامعة لوند، والذي قاد الدراسة: «بدأنا بالتقاط صور لعيون الأسماك، ثم تتبعنا أنماط الهجرة لنحو 2000 فرد من الروش على مدى عدة سنوات وفي بحيرتين مختلفتين، باستخدام شرائح إلكترونية مزروعة. وقد أُظهر أن الأسماك المهاجرة كانت تمتلك حدقات أكبر مقارنةً بتلك التي بقيت في البحيرة طوال السنة»

كذلك أُظهر أن الحدقات الأكبر منحت الأفراد المهاجرين قدرة أفضل على اكتشاف الأجسام الصغيرة جدًا بالعين، مثل العوالق الحيوانية، في ظروف الإضاءة المنخفضة.

وبدمج البيانات التجريبية حول بنية عين الروش مع حسابات نظرية، تمكن الفريق البحثي من تقدير كيفية اختلاف مدى الرؤية البصرية بين الأفراد تبعًا لحجم الحدقة في ظروف الإضاءة المختلفة. ولم يسبق إجراء مثل هذا الرسم التفصيلي لبصر الروش من قبل.

أضاف هولتين: «إن حقيقة أن الأفراد المهاجرين يملكون قدرة محسّنة على اكتشاف أجسام بصرية مثل العوالق الحيوانية تشير إلى وجود ضغط انتقائي قوي لصالح البحث الفعال عن الغذاء، وهو أمر ضروري لتغطية متطلبات الطاقة التي تفرضها الهجرة. وتتوافق هذه النتائج جيدًا مع دراسات سابقة أظهرت أن الروش المهاجر الذي لا يمتلك احتياطيات كافية من الطاقة يتعرض لخطر أعلى بالوفاة في الجداول».

تُسهم النتائج الجديدة في فهم كيفية تشكّل سلوك الهجرة بفعل عوامل بيئية وفسيولوجية على حد سواء. ومن الممكن أن تستفيد إدارة مصائد الأسماك من هذه المعطيات، لا سيما في سياق التغيرات البيئية التي تؤثر على ظروف الإضاءة وتوفر الغذاء في النظم البيئية المائية.

«تلعب أسماك الروش دورًا مهمًا في النظام البيئي. ومن خلال فهم لماذا يهاجر بعض الأفراد ولا يفعل الآخرون، يمكننا التوصل إلى فهم أعمق لكيفية استجابة جماعات الأسماك للتغيرات البيئية، مما قد يؤثر بدوره على كل من مخزون الأسماك وديناميكيات البحيرات ككل».

صورة 1: الصورة تُظهر سمكة Rutilus rutilus (الاسم العلمي لسمكة الروش الشائعة). المصدر: «ويكيميديا كومنز».
صورة 1: الصورة تُظهر سمكة Rutilus rutilus (الاسم العلمي لسمكة الروش الشائعة). المصدر: «ويكيميديا كومنز».

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *