
أجرت جامعة كاليفورنيا دراسة جديدة حول أهمية الجينات الفائقة في التطور ودورها المحتمل في بقاء الأنواع.
تحاول الدكتورة سارة فلاناغان، المحاضِرة البارزة في جامعة كانتربري (Te Whare Wānanga o Waitaha | UC)، تحديد ما إذا كانت مجموعات الجينات المرتبطة، التي تُورث معًا وتؤثر على سمات رئيسية مثل السلوك الإنجابي واستراتيجيات البقاء، ضرورية لاستمرار الأنواع أم لا.
تقول الدكتورة فلاناغان: «أثارت الجينات الخارقة اهتمام العلماء لسنوات عديدة لقدرتها على تفسير تنوع الصفات داخل النوع الواحد. فعلى سبيل المثال يظهر الذكور، في بعض أنواع الأسماك، تكتيكين تكاثريين مختلفين تمامًا: إذ تحرس بعض الذكور الأعشاش وترعى الصغار، بينما تتظاهر ذكورٌ أخرى، يطلق عليها اسم «الذكور المتسللة»، بأنها إناث بهدف تخصيب البيوض سرًا».
وتضيف: «أردت معرفة ما إذا كانت الجينات الفائقة تفسر هذه الاختلافات في السلوك والمظهر، أم لا».
توضح الدراسة، التي نُشرت حديثًا في مجلة وقائع الجمعية الملكية – العلوم البيولوجية، أن الجينات الفائقة قد تلعب دورًا في ظهور صفات مميزة، لكنها ليست دائمًا ضرورية لذلك. فمن الممكن لبعض الصفات، التي تعتمد على تأثير عدة جينات معًا وتُعرف بالصفات متعددة الجينات، أن تتشكل دون وجود الجينات الفائقة، بشرط توفر عدد كافٍ من الجينات المساهمة.
لا تركز هذه الدراسة على نوع محدد، لكنها تقدم إطارًا نظريًا يساعد في التنبؤ بدور الجينات الفائقة في البيئات الطبيعية.
تكشف النتائج عن إمكانيات واسعة لتطبيق الدراسة على أنواع مختلفة من الكائنات، بدءًا من الطيور والحشرات وصولًا إلى الثدييات. ومن بين هذه التطبيقات، دراسة سلوك التكاثر المعقد لدى بعض الكائنات، كالأسماك التي تحرّك الماء حول بيوضها لضمان وصول الأكسجين إليها.
تتحدى دراسة الدكتورة فلاناغان الفرضيات القائمة، وتفتح آفاقًا جديدة في علم الأحياء التطوري.
وفقًا للدكتورة فلاناغان: «يوفر هذا البحذث أساسًا لفهم كيفية تطور الصفات واستمرارها»، «نحن الآن أكثر قدرة على تحديد متى وأين قد تلعب الجينات الخارقة دورًا حاسمًا في استراتيجيات البقاء والتكاثر للأنواع».
ترجمة: علاء شاهين
المصدر: phys.org