التطور التقاربي المتكرر في الحشرات العصوية والورقية. (أ) و(ب) الفضاء التشكلي (الأبعاد الأربعة الأولى) مع تلوين الأنواع وفقًا لتشكلها البيئي.
اكتشف فريق من علماء الأحياء في مونتانا وألمانيا وجود نمط تطوري مشترك لدى الحشرات التي تمتلك مظهرًا وقائيًا يحاكي العصي أو الأوراق، بغض النظر عن نوعها، إذا طورت جميعها الأجزاء الأساسية نفسها من الجسم. نُشرت الدراسة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، وتضمنت تحليلًا ومقارنة للسمات التشكلية (المورفولوجية) ل 1,359 حشرة عصوية تنتمي إلى 212 نوعًا من الحشرات العصوية والورقية، إضافةً إلى دراسة إمكانية التنبؤ بالاتجاهات التطورية لهذه الأنواع.
كشفت أدلة سابقة عن تطور سمات جسدية متشابهة لدى كائنات غير مرتبطة تطوريًا، في ظاهرة تُعرف بالتطور التقاربي. في هذه الدراسة، ركز الباحثون على نوعين محددين من الحشرات لفهم آلية حدوث هذا النمط من التطور. وتبين أن الحشرات التي تحاكي العصي والأوراق قد طورت جميعها 20 سمة جسدية أساسية مشتركة، من بينها شكل الجسم، وشكل الرأس، وسمات شبيهة بالكركند. أظهرت النتائج أن هذه السمات ساعدت الحشرات على التمويه والاندماج في بيئتها، ما قلل من احتمالية تعرضها للافتراس.
توصل البحث أيضًا إلى أنّ تكرار تطور الأجزاء الجسدية نفسها في أنواع مختلفة من الحشرات يتيح إمكانية التنبؤ بكيفية تطور بعض الحشرات الحديثة، بالاعتماد على تحليل العوامل البيئية التي أدت إلى التغيرات السابقة. أظهرت نتائج البحث أن الكائنات التي تعيش في بيئات متشابهة تخضع لمسارات تطورية متقاربة، بما في ذلك اعتماد أساليب التمويه التي تُعد من أكثر الوسائل فاعلية في تفادي المفترسات.
يؤكد الباحثون أن دراستهم تعد الأكبر من نوعها في مجال التطور التقاربي للحشرات العصوية والورقية. وتكشف البيانات التي جمعوها عن أوجه التشابه والاختلاف بين الحشرات التي تواجه المفترسات نفسها، ما يساهم في فهم أعمق لآليات التطور التقاربي.
توصل الباحثون إلى أن الحشرات ذات البنية الجسدية المتشابهة غالبًا ما تنحدر من سلف مشترك، رغم اختلاف أشكالها، ما يدل على أنها سلكت مسارات تطورية مختلفة انتهت بتطوير السمات الجسدية نفسها.
ترجمة: علاء شاهين
المصدر: phys.org