أصوات الألم والاندهاش: دراسة جديدة تكشف النقاب عن الروابط الصوتية بين الثقافات

هناك حوالي 7000 لغة منطوقة حول العالم، وكل واحدة منها تقدم طرقًا فريدة للتعبير عن المشاعر الإنسانية. ولكن، هل تظهر بعض المشاعر أنماطًا منتظمة في التعبير الصوتي عبر اللغات المختلفة؟

في دراسة نُشرت في مجلة Journal of the Acoustical Society of America، قاد فريق متعدد التخصصات من علماء اللغة وخبراء الصوتيات الحيوية، بقيادة مايا بونسونيت وكاتارزينا بيسانسكي وكريستوف كوب، تحقيقًا مقارنة بين التعبيرات الصوتية المعبرة (مثل «واو!») والأصوات غير اللغوية (مثل الصرخات والبكاء) في مختلف أنحاء العالم.

شرحت بيسانسكي أهمية دراسة الصرخات، الضحكات، والأصوات الأخرى لفهم أصول اللغة.

وقالت بونسونيت: «لماذا بدأنا نحن البشر بالتحدث، بينما لم تفعل ذلك باقي الرئيسيات؟ جميعنا ننتج أصوات الضحك، وهناك مئات الأنواع التي تصدر أصواتًا مشابهة للعب. ومع ذلك، نحن النوع الوحيد الذي طور لغة منطوقة. دراسة هذه القواسم المشتركة بين الأنواع يمكن أن تساعدنا في فهم نقاط الافتراق وأسباب تطور اللغة البشرية».

وأضافت: «من خلال مقارنة التعبيرات المعبرة بالأصوات التي تعبر عن نفس المشاعر، يمكننا اختبار ما إذا كانت الأنماط الصوتية التي نلاحظها في التعبيرات المعبرة تعود إلى أصولها في الأصوات البدائية».

حلل الباحثون الحروف الصوتية في التعبيرات المعبرة من 131 لغة، وقارنوها بما يقارب 500 صوت منتج في سياقات تعبر عن الفرح أو الألم أو الاشمئزاز.

توقع الباحثون أن الأشكال الصوتية لهذه التعبيرات تعكس وظائفها الاجتماعية أو التكيفية. وقالت بيسانسكي: «نعتقد أن العديد من التعبيرات الصوتية لها وظيفة. فمثلًا، بكاء الأطفال يكون غالبًا عاليًا وقاسيًا ليزعج الوالدين بما يكفي لإيقاف الإشارة المزعجة. ونتوقع أن تعكس التعبيرات الصوتية للألم، الاشمئزاز، والفرح وظائفها بطريقة مشابهة».

وجد الباحثون أدلة تدعم هذه الفرضية بالنسبة للأصوات: إذ أظهرت كل من المشاعر الثلاثة أنماطًا مميزة وثابتة للحروف الصوتية عبر الثقافات. واتسمت تعبيرات الألم باستخدام حروف صوتية مفتوحة، مثل «أ»، وأصوات مزدوجة متساقطة واسعة، مثل «آي» في «آي!» و«آو» في «أوتش!».

ومع ذلك، بالنسبة لمشاعر الاشمئزاز والفرح، لم تظهر التعبيرات الصوتية المنتظمة عبر الثقافات بنفس الطريقة التي ظهرت بها في الأصوات غير اللغوية، وهو ما أثار دهشة الباحثين.

يهدف الفريق إلى توسيع نطاق البحث ليشمل المزيد من الثقافات والمشاعر لفهم أعمق لكيفية نشوء التعبيرات الصوتية المنتشرة وأصولها.

ترجمة: ولاء سليمان

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *