أجنحة حشرات الزيز تطورت لمجاراة التحولات التطورية في الطيور
عثر فريق من علماء الأحياء القديمة وعلماء الحيوان من الأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة لينيي وجامعة فاخينينجن على أدلة تشير إلى إمكانية أن يكون تطور الطيور التي تتغذى على الحشرات السبب وراء التغيرات السريعة نسبيًا في الزيزيات القديمة. في بحثهم المنشور في مجلة Science Advances، درس الفريق التغيرات التطورية لأجنحة أكثر من 80 نوعًا من الزيزيات خلال حقبة الحياة الوسطى.
لطالما درس العلماءُ التاريخَ التطوري لتطور الطيران في مختلف الكائنات على مدى مئات السنين. لكن مع الأسف، لم يتمكنوا من العثور على الكثير من الأدلة التي تدعم نظرياتهم بسبب هشاشة الأجنحة التي تتفتت بسهولة ويصعب حفظها.
تمثل الزيزيات إحدى الاستثناءات للحالة آنفة الذكر، إذ تمتلك هذه الفصيلة خصائص فريدة في أجنحتها. في الدراسة الحديثة، وضع فريق البحث جدولًا زمنيًا يوضح كيفية تطور شكل أجنحة الزيزيات على مدار عدة ملايين من السنين لمواجهة أشكال جديدة من الافتراس من قبل الطيور سريعة التطور.
استخدم الباحثون 300 نقطة من نقاط التحليل البياني في دراستهم لتطور أجنحة أنواع متعددة من الزيزيات البدائية. وجد فريق البحث أن الزيزيات في سنواتها الأولى امتلكت أجنحة تشبه أجنحة الفراشات الحديثة، يصل عرض بعضها إلى 6 بوصات (15 سم تقريبًا).
ولكن على مدار ما يقرب من 160 مليون عام، بدأت الأجنحة في جميع الأنواع بالنمو بشكل أوسع قليلاً حتى مع تراجع سماكتها. مع الوقت، زادت أيضًا كتلة عضلات أجنحة الحشرات القديمة. يزعم الباحثون أن التغييرات كانت ستسمح لحشرات الزيز بالطيران بصورة أسرع بنسبة تصل إلى 39٪.
أدرك الباحثون ضرورة وجود سبب وجيه دفع الزيزيات لتصبح أسرع، مع أن ذلك يتطلب طاقة أكبر. وعليه، بدأوا في البحث عن تفسير محتمل لهذا التحول. توصلوا إلى أن التغيرات التي طرأت على أجنحة الزيزيات كانت متزامنة مع تطور الطيور واكتسابها القدرة على اصطياد الحشرات أثناء الطيران. ولكي تبقى حشرات الزيز على قيد الحياة، كان عليها تطوير سرعة كافية تمكنها من الإفلات من براثن الطيور المفترسة.
ترجمة: علاء شاهين
المصدر: phys.org