توصل فريق من علماء البيئة الجزيئية بجامعة كوبنهاغن في الدنمارك إلى أن الدببة القطبية طورت خصائص فريدة مكنتها من البقاء في بيئة قاسية وباردة قبل حوالي 70,000 عام فقط.
في دراستهم التي نُشرت في مجلة BMC Genomics، حلل باحثو الفريق جينومات أكثر من 100 دب قطبي و100 دب بني، إلى جانب جينومات اثنين من الدببة القطبية المتحجرة، بهدف معرفة المزيد عن الجدول الزمني لتطور بعض السمات بما في ذلك الفرو الأبيض والقدرة على الاعتماد على نظام غذائي غني بالكوليسترول.
أظهرت الأبحاث السابقة أن الدببة القطبية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدببة البنية، لكن لم يكن معروفًا متى تباعدت هاتان الفصيلتان عن بعضهما البعض. وفي الدراسة الجديدة، سعى الفريق الدنماركي للإجابة على هذا السؤال.
تشمل بعض الاختلافات الرئيسية بين الدببة البنية والقطبية، إلى جانب اللون، أنواع الفرو. تمتلك الدببة البنية طبقة واحدة من الفرو، في حين تمتلك الدببة القطبية طبقتين؛ طبقة تحتية من الفرو الناعم تساعدها على الاحتفاظ بحرارة جسها، وطبقة خارجية تحافظ على جفافها.
كما طورت الدببة القطبية القدرة على تناول اللحم الغني بالدهن؛ ولو اعتمدت الدببة البنية على مثل هذا النظام الغذائي الغني بالدهون، لأُصيبت بأمراض قلبية وتوفيت في سن مبكرة.
لدراسة وقت تباعد النوعين بشكل أدق، حلل باحثو الفريق جينومات كلا النوعين من الدببة، وركزوا تحديدًا على تلك الجينات المرتبطة بنوع ولون الفرو ووظائف القلب والأوعية الدموية.
صورة توضح المواقع الجغرافية للدببة القطبية والبنية التي شملتها الدراسة. يوضح الباحثون في هذه الخريطة مواقع الدببة التي استخدمت في الدراسة. تشير النجمتان إلى مواقع أحافير الدبين القطبين الذين عاشا أواخر العصر الجليدي. المصدر: BMC Genomics (2024). DOI: 10.1186/s12864-024-10617-3
عند مقارنة جينومات 119 دب قطبي، و135 دب بني، واثنين من الدببة القطبية المتحجرة، وجد الباحثون اختلافات تعود إلى حوالي 70,000 عام، ما يشير إلى أن الدببة القطبية طورت خصائصها الفريدة في وقت أقرب مما كان يُعتقد سابقًا.
بشكل أكثر تحديدًا، وجد الفريق سبعة جينات مرتبطة بالتكيف القطبي، منها أربعة أليلات مثبتة في جينات الدببة القطبية. كما أظهرت المقارنة أن التباعد كان أكثر تدريجًا مما كان يُعتقد سابقًا.
وخلص فريق البحث إلى أن الاختلافات الجينية المرتبطة بتكيفات الدببة القطبية قد تأثرت بالدببة التي كانت تعيش خلال المراحل النهائية من العصر الجليدي الأخير.
ترجمة: علاء شاهين
المصدر: phys.org
