دراسة تكشف دور الجزر كمحركات للتنوع اللغوي في تطور اللغات
تعزز الجزر تغير اللغة وتولد التنوع اللغوي بطرق مشابهة لكيفية تعزيزها لتنوع الأنواع، وذلك وفقًا لبحث أجرته الجامعة الوطنية الأسترالية (ANU) حلل لغات أكثر من 13 ألف جزيرة مأهولة. نُشرت الدراسة في مجلة Nature Ecology & Evolution.
على الرغم من أن الجزر تشكل نسبة صغيرة جدًا من مساحة اليابسة في العالم، لكنها تملك تأثيرًا كبيرًا غير متناسب على العلوم البيولوجية لأنها تعرض عملية التطور بشكل مباشر.
أحد الأمثلة على ذلك هو جزر غالاباغوس، التي اشتهرت بتأثيرها على أفكار العالم الطبيعي تشارلز داروين في القرن التاسع عشر حول التطور.
اهتم علماء الأحياء في الجامعة الوطنية الأسترالية بفهم ما إذا كانت الجزر تلعب دورًا مشابهًا في فهم تغير اللغة وتنوعها. وكونوا قاعدة بيانات تضم جميع اللغات المستخدمة في أكثر من 13 ألف جزيرة مأهولة للإجابة على هذا السؤال.
قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة وعالمة الأحياء التطورية في الجامعة الوطنية الأسترالية، الأستاذة ليندل برومهام، إن حوالي خِمس لغات العالم تُنطق في الجزر، رغم أن الجزر تمثل أقل من 1% من مساحة اليابسة على الأرض.
وتابعت: «الجزر هي مختبرات التطور. بالنسبة لداروين، كانت الجزر ميكروكوزمًا لعمليات التغير التي تحدث في كل مكان».
«كنا فضوليين لمعرفة لماذا تحتضن الجزر هذا القدر الكبير من التنوع اللغوي في العالم. عندما حللنا قاعدة البيانات العالمية، وجدنا أن الجزر تلعب دورًا مشابهًا في توليد التنوع اللغوي مثلما تفعل مع التنوع البيولوجي».
وفقًا للباحثين في الجامعة الوطنية الأسترالية، يزداد عدد اللغات المستوطنة في الجزر مع زيادة حجم الجزيرة وبعدها عن القارة.
قالت الأستاذة برومهام: «حوالي 10% من اللغات مستوطنة في الجزر، وتُستخدم فقط أو بشكل رئيسي على الجزر».
«وتظهر لغات الجزر أنماطًا مميزة من التطور، إذ تمتاز اللغات التي تُنطق في الجزر بشكل رئيسي بوجود عدد أقل بكثير من الفونيمات، وهي الوحدات الصوتية الأساسية التي تُصنع منها الكلمات».
يعتمد البحث على نتائج دراسات سابقة تناولت الأنماط العالمية لتنوع اللغات وتهديدها بالانقراض. وجدت الدراسات السابقة أن التنوع اللغوي العالمي يمر بأزمة فقدان حادة توازي تهديد التنوع البيولوجي، فأكثر من ثلث لغات العالم مهددة بالانقراض، ومن المحتمل فقدان 1500 لغة بحلول نهاية القرن.
قالت الأستاذة برومهام: «يُظهر تحليلنا أن اللغات المستوطنة في الجزر لا تواجه مستويات أعلى من التهديد مقارنة بنظيراتها في القارات».
«لكن نظرًا لأن الجزر تحمل حصة كبيرة بشكل غير متناسب من التنوع اللغوي العالمي، فإنها ستلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على هذا التنوع».
«لا تعتبر الجزر مهدًا للتنوع اللغوي فحسب، بل هي أيضًا بمثابة سفن تحمل هذا التنوع إلى المستقبل».
ترجمة: ولاء سليمان.
المصدر: phys.org