هل يمكننا إجراء محادثة مع قرد؟

هل يمكننا إجراء محادثة مع قرد؟

دراسة جديدة تثير تساؤلات حول أصول اللغة البشرية

في دراسة تحليلية لمقاطع فيديو قديمة، توصل فريق بحثي صغير مشترك من السويد والمملكة المتحدة وسويسرا يضم أخصائيي نطق وعلم النفس إلى أن ثلاثة قرود شمبانزي على الأقل استطاعت تعلم نطق كلمات بشرية. تشير هذه النتائج إلى امتلاك هذه الحيوانات القدرة على اكتساب المهارات اللغوية البشرية إذا ما توافرت البيئة التعليمية المناسبة. نُشرت الدراسة في مجلة ساينتفك ريبورتس.

لطالما حير العلماء وعلى مدى عقود عدّة تساؤل عن سبب تميز الإنسان بقدرته على الكلام بين جميع الرئيسيات. ومع إظهار بعض القردة العليا القدرة على التواصل الصوتي، تظل الأدلة على وجود لغة منطوقة حقيقية عندها ضئيلة.

نتيجة لذلك نشأ جدل بين الباحثين، فبينما يرى فريق الفارق يكمن في فسيولوجيا الحلق، يرى فريق آخر الأمر يعود إلى اختلافات في بنية الدماغ. وهناك وجهة نظر ثالثة ترى أن بعض القردة العليا، كالشامبانزي، قد تمتلك قدرات بدائية لنطق بعض الكلمات البشرية البسيطة.

يوفر الباحثون مثالاً بارزًا لهذه القضية عندما تبنى زوجين بشريين شامبانزي رضيع واحتفظا به في منزلهما لعدة سنوات آملين في تحويله إلى كائن يتحدث لغة بشرية بسيطة  مثل «ماما» أو «بابا» أو «كوب». لكن عملهما تعرض للتجريم على مر السنين لاعتباره عمل غير أخلاقي لفصل الشامبانزي عن أمه الطبيعية.

في هذا الجهد الجديد، تساءل فريق البحث عما إذا كان رفض هذه النتائج قد تم دون محاولة تكرار التجارب. لاكتشاف ما إذا كان ذلك هو الحال، بحث أفراد الفريق عن أدلة مصورة لمحاولات تدريب مماثلة ووجدوا ثلاثة مقاطع فيديو تظهر إمكانية تدريب الشمبانزي على نطق كلمات بشرية بطريقة بدائية.

أظهرت إحدى المقاطع المصورة التي أنتجها الزوجان، نطق الشمبانزي لكلمة «بابا» ثلاث مرات على الأقل وكلمة «كوب» مرة واحدة. وفي مقطع آخر على يوتيوب، نطق شمبانزي يُدعى جوني كلمة «ماما». وقد وثّق مقطع فيديو آخر في إيطاليا شمبانزي ينطق كلمة «ماما».

لاحظ العلماء أن قردة الشمبانزي لا ينطقون الكلمات بنفس الطريقة التي ينطقها البشر، لكنهم يعتقدون أن محاولاتهم تشبه إلى حد كبير «نطق الكلمات». هذا الاكتشاف مثير للاهتمام لأنه يشير إلى احتمالية قدرة القردة العليا على تعلم نطق بعض الكلمات البشرية إذا ما توفرت لها الظروف المناسبة.

 

المصدر: phys.org

ترجمة: علاء شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *