خريطة جديدة للحياة على الأرض: علماء إيرلنديون يصنفون تنوع النباتات المزهرة لفهم النظم البيئية
يُشارك باحثون إيرلنديون في مشروع ضخم لتصنيف أنواع نباتات العالم سعيًا منهم لفهم سرّ نجاح بعض مجموعات النباتات بشكل استثنائي.
يهدف المشروع بشكل رئيسي إلى التنبؤ بدقة أكبر بخطورة تغير المناخ العالمي على بعض سلالات النباتات المزهرة التي تلعب دورًا حيويًا في حياة الإنسان والنظم البيئية.
يوجد على الأرض نحو 350,000 نوع من النباتات المزهرة، وينظم كل نوع منها في مجموعة تسمى الجنس تتكون من أنواع متقاربة للغاية ومتشابهة بنيويًا. تتسم بعض الأجناس بكونها قليلة العدد ولا تضم سوى نوع واحد (بصفات فريدة نسبيًا)، بينما تشمل بعض الأجناس الأخرى آلاف الأنواع.
تشكّل «الأجناس النباتية الكبيرة» نسبة مهمة من تنوع النباتات العالمي بشكل عام والإيرلندي بشكل خاص، ولها أهمية للتغذية البشرية ولصحة الكوكب على حد سواء، إذ تنتمي ربع أنواع النباتات المزهرة تفريبًا لأحد من هذه الأجناس.
بعد مرور عقدين على أول تقييم شامل لأجناس النباتات الكبيرة، أظهرت دراسة حديثة بقيادة كلية ترينيتي دبلن، ونُشرت نتائجها بتاريخ 29 مايو 2024 في مجلة «وقائع الجمعية الملكية بي: العلوم البيولوجية»، أنّ هذه الأجناس الضخمة تُصبح أكبر حجمًا مع ازدياد توصيف المزيد من الأنواع.
منذ عام 2000، تمكّن الباحثون من توصيف أكثر من 10,000 نوع من النباتات، وذلك فقط ضمن 83 جنسًا نباتيًا ضخمًا. يُعادل هذا الرقم 2.5 ضعف إجمالي النباتات المزهرة في إيرلندا تقريبًا.
أشرف الدكتور بيتر مونلايت، الأستاذ المساعد في كلية العلوم الطبيعية بجامعة ترينيتي، على الدراسة التي نُشرت مؤخرًا، وصرح قائلًا: «حتى وقت قريب، كان يُنظر إلى الأجناس النباتية الكبيرة على أنها معقدة للغاية بحيث لا يمكن دراستها بشكل كافٍ. إلا أن الثورة الأخيرة في الأساليب المستخدمة في دراسات علم النبات وتطوير شبكات تعاونية عالمية قد مكّنتنا من تحديث فهمنا لتطور النباتات وتنوعها العالمي».
«نطمح الآن إلى تحديد أنماط مشتركة عبر أجناس النباتات الضخمة لتفسير سبب ضخامة حجمها بينما تظل 99٪ من الأجناس الأخرى صغيرة الحجم. ربما تمتلك هذه الأجناس الضخمة توزيعات جغرافية أو خصائص وراثية أو مورفولوجية متشابهة، لا نملك إجابات قطعية حتى الآن، لكنّ هذه الدراسة تمثل خطوة أساسية للإجابة على هذا السؤال التطوري المهم».
«تُمثل الأجناس الكبيرة سلالات نباتات مزهرة حققت نجاحًا هائلًا في رحلة التطور. قد يساعدنا فهم سبب نجاحها هذا على التنبؤ بكيفية استجابتها هي وسلالات أخرى على شجرة الحياة للأزمات المناخية وتنوعها البيولوجي المستمر».
«غالبًا ما تمتلك هذه الأجناس الكبيرة نطاقات بيئية ضيقة تتكيف فيها وتزدهر، لذلك قد تكون أكثر عرضة للتهديد بالانقراض مع تغيّر الظروف. ونظرًا لتشكيلها نسبة مئوية مهمة من تنوعنا البيولوجي العالمي، فقد يكون من الضروري التركيز بشكل خاص على جهود الحفاظ على هذه الأنواع».
ترجمة: علاء شاهين
المصدر: phys.org