القردة تتعلم وتُحسّن مهاراتها في استخدام الأدوات طوال حياتها

اكتشاف مثير للدهشة: القردة تتعلم وتُحسّن مهاراتها في استخدام الأدوات طوال حياتها!

تُظهر الصورة شمبانزي في البرية وهو يستخدم عصا كأداة لاستخراج طعام غني بالعناصر الغذائية.

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في دوريّة بّي إل أو إس بايولوجي مفتوحة الوصول بتاريخ 7 مايو 2024، امتلاك الشمبانزي قدرة مميزة على الاستمرار في التعلم وتحسين مهاراتهم في استخدام الأدوات حتى مرحلة البلوغ. وتشير هذه الخاصية إلى إمكانية لعبها دورًا هامًا في تطور استخدام الأدوات المعقدة والمتنوعة لدى هذه القردة. قاد الدراسة ماتيو مالبيرب، من معهد العلوم المعرفية في فرنسا، بالتعاون مع زملائه.

يتمتع البشر بالقدرة على الاستمرار في التعلم طوال مسار حياتهم. وقد افترض البعض أن هذه القدرة هي المسؤولة عن المرونة الاستثنائية التي يتمتع بها البشر في استخدام الأدوات، وهو ما يُعدّ عاملًا رئيسيًا في تطور الإدراك والثقافة الإنسانية.

هدفت هذه الدراسة، التي أجراها مالبيرب وزملاؤه، إلى تقييم ما إذا كانت الشمبانزي تشارك البشر ميزة التعلم وتحسين مهارات استخدام الأدوات مع التقدم في العمر. راقب الباحثون 70 شمبانزي بري في منتزه تاي الوطني بساحل العاج، مستخدمين مقاطع فيديو جمعوها على مدار عدة سنوات. ركّزت الدراسة على سلوك استخدام الشمبانزي للعصي لاستخراج الطعام.

مع تقدم عمر الشمبانزي، ازدادت مهاراتها في استخدام الأدوات، لا سيما في توظيف قبضات الأصابع المناسبة لكل مهمة. تتطور هذه المهارات الحركية بشكل كامل بحلول سن السادسة، لكن حيوانات الشمبانزي استمرت بصقل مهاراتها حتى مرحلة البلوغ.

أظهرت الدراسات أن الشمبانزي يمتلك مهارات متقدمة تتعلق باستخدام الأدوات، مثل استخدام العصي لاستخراج الحشرات من الأماكن التي يصعب الوصول إليها أو تعديل قبضتها لتناسب مهام مختلفة. ولاحظ العلماء أن هذه المهارات لا تتطور بشكل كامل إلا مع بلوغ الشمبانزي سن الخامسة عشرة. يشير ذلك إلى أن هذه المهارات ليست مجرد نتاج للتطور الجسدي، بل تتطلب أيضًا قدرات تعليمية لاحتواء مهارات تقنية جديدة تستمر حتى مرحلة البلوغ.

تُعدّ استمرارية قدرة الشمبانزي على التعلم حتى مرحلة البلوغ سمة مفيدة للأنواع التي تستخدم الأدوات، ما يُقدم فهمًا مهمًا لتطور كلّ من الشمبانزي والبشر. يُشير الباحثون إلى الحاجة إلى القيام بدراسات أعمق لفهم تفاصيل عملية التعلم لدى الشمبانزي، مثل دور المنطق والذاكرة أو الأهمية النسبية للتجربة مقارنةً بالتعليم من قِبل أقرانه.

أشار المؤلفون إلى أن «تعلم حيوانات الشمبانزي البرية لاستخدام الأدوات يزداد تعقيدًا حتى مرحلة البلوغ. يدعم هذا النمط الأفكار التي تشير إلى أن الأدمغة الكبيرة لدى القردة العليا أو البشرانيات، تسمح باستمرار التعلم خلال أول عقدين من الحياة».

ترجمة: علاء شاهين

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *