سيساعد هذا الاكتشاف المذهل لتيراصور عمره 168 مليون عام في صخور جزيرة سكاي العلماءَ على تحديد الأحداث الرئيسية في تطور هذه الزواحف الطائرة.
أعلن فريق من الباحثين عن اكتشاف نوع جديد من التيروصورات، يُعرف باسم «تيروصور جناح الضباب»، في جزيرة سكاي في اسكتلندا. يُعتقد أنه من الممكن لهذا النوع أن يكون قد يكون حلقة مفقودة في سلسلة تطور هذه الزواحف الطائرة. عاش هذا الكائن المكتشف حديثًا قبل 168 إلى 166 مليون سنة، خلال العصر الجوراسي الأوسط.
سُمّي هذا النوع الجديد باسم «سيوبتِرا إيفانسي». استوحيَ اسم الجنس من الاسم الغالي الاسكتلندي لجزيرة سكاي (جزيرة الضباب) والكلمة اللاتينية بترا التي تعني جناح.
«يساعد اكتشاف جنس سيوبتِرا على حصر توقيت العديد من الأحداث الرئيسية في تطور الزواحف الطائرة»، وفقًا لما قاله بول باريت، باحث في متحف التاريخ الطبيعي والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، في بيان صحفي، وأضاف: «كان ظهوره في العصر الجوراسي الأوسط في المملكة المتحدة مفاجأة كبيرة، فمعظم أقاربه المقربين من الصين».
يُقدم هذا الاكتشاف دليلاً على أن مجموعة الزواحف الطائرة المعروفة باسم التيروصورات ظهرت في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا، وأنها انتشرت بسرعة عبر العالم.
عثر الباحثون على بقايا متحجرة جزئيًا لأكتاف وجناحي وساقي والعمود الفقري لتيراوصور في صخرة كبيرة بالقرب من ساحل بحيرة لوش سكيفاج. نظرًا لهشاشة هذه العظام، ترك الفريق العديد منها مدمجًا في الصخرة ودرسها باستخدام فحوصات التصوير المقطعي المحوسب (سي تي). نشر الباحثون نتائجهم بتاريخ 5 فبراير في مجلة علم الأحياء القديمة للفقاريات.
تميزت السيوبترا بخصائص فريدة عديدة تميزها عن غيرها من الزواحف الطائرة، بما في ذلك: انخفاض واضح في منطقة عظم الورك الذي يُمسك بعظم الفخذ، ونتوء عظمي طويل وضيق يبرز من الجزء السفلي لعظمة الغراب (عظمة في الكتف تربط الأطراف الأمامية بعظمة القص في الصدر).
تشير هذه الخصائص الفريدة إلى أن سيوبترا هو نوع جديد من الزواحف المجنحة ينتمي إلى فرع داروينوبتيرا، وهي فئة مثيرة للجدل يُعتقد أنها تُمثل حلقة وصل بين فئة الرهامفورينكويد (أول الزواحف المجنحة) وفئة البتروداكتيلويد (التي ظهرت لاحقًا).
يُساعد هذا الاكتشاف الجديد العلماء على فهم «الحلقة المفقودة» في التاريخ التطوري للزواحف المجنحة.
صرّحت إليزابيث مارتن سيلفرستون، عالمة الأحياء القديمة في جامعة بريستول بالمملكة المتحدة، والمؤلفة الرئيسية للدراسة، في بيان لها: «تُمثل الحقبة الزمنية التي عاش فيها جنس التيروصورات إحدى أهم مراحل تطور الديناصورات الطائرة، بينما تُعدّ من أفقر الفترات من حيث توافر العينات، مما يُؤكّد على أهميتها العلمية».
يُظهِر الاكتشاف أن الأنواع داخل فرع داروينوبتيرا كانت أكثر تنوعًا من الناحية الهيكلية مما كان يُعتقد سابقًا.
مثّل العصر الجوراسي الأوسط فترة حرجة في تطور التيراصورات، حيث تطورت التيراصورات البدائية ذات الأذرع القصيرة والذيل الطويل إلى حيوانات ذات أذرع طويلة وذيل قصير. مع ذلك، لا تزال الهياكل العظمية شبه الكاملة من هذه الفترة نادرة.
تُعدّ عينة سيوبترا أحد أكثر التيراصورات اكتمالًا من العصر الجوراسي الأوسط التي عُثر عليها حتى الآن.
صرحت مارتن سيلفرستون قائلة: «يُقربنا هذا الاكتشاف خطوة واحدة من فهم مكان وزمان تطور التيراصورات الأكثر تقدمًا»
ترجمة: علاء شاهين.
المصدر: livescience
