يعمل باحثو جامعة سيمون فريزر على دراسة التاريخ التطوري لفيروسات الأنفلونزا، واستنتجوا أن التحليل الكمي الجديد لكيفية تطورها قد يساعد في التنبؤ بالسلالات المستقبلية. ويعتمد البحث على مجال يعرف باسم علم الوراثة العرقي، والذي يركز على كيفية ارتباط مجموعات الكائنات الحية تطوريًا، نشر البحث في مجلة Science Advances.
استخدم الباحثون «أشجارًا» كبيرة لتطور السلالات للتنبؤ بالسلالات التي من المرجح أن تنمو خلال موسم الأنفلونزا القادم، ولاحظوا أن هذا النهج كان فعالاً إلى حد ما في اكتشاف السلالات المستقبلية لفيروس الأنفلونزا، ويمكن أن يكون أداة أخرى في صندوق الأدوات التي يمكن الاستفادة منها في تطوير لقاح الانفلونزا الموسمية.
تقول كارولين كولين، أستاذة الرياضيات ورئيسة الأبحاث الكندية: «تسببت جائحة كوفيد-19 في تغيير كبير في ديناميكيات انتقال الأنفلونزا. لقد استكشفنا كيف يمكن للتعلم الآلي تحديد تسلسلات فيروسات الأنفلونزا التي من المحتمل أن تسود في موسم الأنفلونزا القادم، ونستطيع بذلك إدراجها في لقاحات الأنفلونزا الموسمية».
وتوضح كولين أنه لكي ينجح التطعيم، يجب أن تكون الفيروسات المحددة المدرجة في لقاحات الأنفلونزا الموسمية مشابهة لفيروسات الأنفلونزا التي ستنتشر في الموسم المقبل. تختلف فعالية لقاحات الأنفلونزا الموسمية (فمثلًا تتراوح بين 25-75% لدى الأطفال)، وتعتمد على ما إذا كانت السلالات المنتشرة تتطابق مع تلك التي توقعها وأدرجها العلماء في اللقاح.
درس الباحثون أشجار السلالات، وهي في الأساس شجرة عائلة فيروس الأنفلونزا، بمعلومات من المبادرة العالمية لتبادل بيانات أنفلونزا الطيور (GISAID). بعد إنشاء السلالات باستخدام أكثر من 65000 تسلسل الحمض النووي الريبي (RNA) من البروتينات السطحية للأنفلونزا، والتي جُمعت بين عامي 1970 و2020، واستخدموا السمات الموجودة في هذه الأشجار لتحديد السلالات التي من المحتمل أن يرتفع عددها في الموسم المقبل.
صُمم لقاح الأنفلونزا الموسمية للحماية من فيروسات الأنفلونزا الشائعة بما في ذلك H3N2 وH1N1 وB. وركزت دراستهم بشكل خاص على النوع الفرعي H3N2 من فيروس الأنفلونزا.
تقول كولين: «لقد تمكنا من تحديد سلالات مرشحة مماثلة لتلك التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية، مما يشير إلى أن نهج التعلم الآلي هذا يمكن أن يساعد في اختيار سلالة اللقاح».
ترجمة ولاء سليمان
المصدر: phys.org